تشهد أسواق الطاقة العالمية حالة من الترقب في ظل التطورات الاقتصادية والجيوسياسية المتلاحقة، حيث يتزايد الاهتمام بتوقعات سعر النفط الخام وفقًا لبنك UBS، إذ يبقى النفط الخام، وبالأخص خام برنت، محورًا رئيسيًا لفهم المشهد الاقتصادي العالمي.

ممكن يعجبك: قناة السويس توقع اتفاقية مع تحالف مصري – تركي لمشروعات لوجستية باستثمارات تصل إلى 4.2 مليون دولار
وفقًا لمذكرة بحثية صادرة عن البنك السويسري، فإن أسعار النفط مرشحة للبقاء في النطاق العلوي لمجال التداول الحالي، بين 60 و70 دولارًا للبرميل، خلال الأشهر المقبلة، مع احتمالية حدوث تراجع تدريجي نحو الحد الأدنى من هذا النطاق بنهاية العام.
تأتي هذه الرؤية في إطار توقعات سعر النفط الخام حسب بنك UBS، والتي جذبت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية والمالية.
توقعات سعر النفط الخام حسب بنك UBS
أوضح جيوفاني ستاونوفو، محلل السلع لدى البنك السويسري، أن الطلب على النفط الخام قد يصل إلى مستوى الذروة خلال شهر أغسطس، مما يفسر التماسك النسبي في الأسعار حاليًا.
لكن في الوقت ذاته، رجّح أن يشهد الطلب العالمي بعض التباطؤ خلال الأشهر اللاحقة، نظرًا لوجود مؤشرات على تحسن التوازن بين العرض والطلب.
وفقًا لتوقعات سعر النفط الخام حسب بنك UBS، فإن هذا التراجع لن يكون حادًا، بل تدريجيًا، مدفوعًا بزيادة معروض النفط من بعض الدول، وخاصة في أمريكا الجنوبية.
حيث تسعى عدة دول لزيادة إنتاجها النفطي لتعويض الفجوة التي خلفتها تخفيضات منظمة أوبك+ في الأشهر الماضية.
العوامل المؤثرة في الأسعار
لم يأتِ هذا التقدير من فراغ، بل استند إلى مجموعة من العوامل التي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد سعر النفط الخام خلال الفترة المقبلة، ومن أبرزها:
مقال له علاقة: أسعار الكتكوت الأبيض اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 تحديثات جديدة ومهمة
شح المعروض النفطي عالميًا:
رغم التوقعات بزيادة الإمدادات من بعض الدول، فإن التزام دول “أوبك+” بسياسة خفض الإنتاج ساهم في إبقاء السوق متوازنة نسبيًا.
العوامل الجيوسياسية:
تستمر الحرب في أوكرانيا، والتوترات في الشرق الأوسط، كعوامل رئيسية تؤثر في حركة أسعار النفط الخام، حيث إن أي تصعيد جديد قد يدفع الأسعار للارتفاع الفوري.
السياسات النقدية الأمريكية:
تشكل قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة عاملًا محوريًا في الطلب العالمي على النفط، إذ إن ارتفاع أسعار الفائدة عادةً ما يضغط على النشاط الاقتصادي ويقلل من استهلاك الطاقة.
النمو الاقتصادي الصيني:
تظل الصين، بصفتها أكبر مستورد للنفط الخام عالميًا، عاملًا مؤثرًا في تشكيل اتجاهات الأسعار، حيث إن أي تباطؤ في اقتصادها يعني ضعفًا في الطلب العالمي.
قراءة في توقعات سعر النفط الخام حسب بنك UBS
تشير التوقعات إلى أن السوق قد يظل في حالة “توازن هش” خلال الأشهر المقبلة، وبينما يرى البنك أن الأسعار لن تخرج عن نطاق 60 – 70 دولارًا للبرميل، فإن السيناريوهات الأخرى تظل قائمة، خاصة في حال حدوث مفاجآت جيوسياسية أو اضطرابات في الإنتاج.
تعكس هذه النظرة الحذرة من بنك UBS وعيًا بالمخاطر المحيطة بسوق الطاقة، إذ إن أي تحركات غير متوقعة في السياسة العالمية أو التغيرات الاقتصادية قد تغير خريطة الأسعار بشكل جذري.
وبحسب توقعات سعر النفط الخام حسب بنك UBS، فإن التراجع التدريجي لن يعني انهيار الأسعار، بل عودتها إلى مستويات أكثر واقعية تعكس التوازن بين العرض والطلب بعيدًا عن المضاربات اللحظية.
إقرأ أيضًا..
انعكاسات التوقعات على الاقتصاد العالمي
يمثل استقرار أسعار النفط في النطاق المتوقع عاملًا إيجابيًا لعدد من الاقتصادات المستوردة للطاقة، حيث يتيح التخطيط المالي على أسس واضحة.
في المقابل، قد تواجه الدول المنتجة ضغوطًا على موازناتها إذا ما استقرت الأسعار عند الحد الأدنى للنطاق.
ستدفع التقديرات الواردة في توقعات سعر النفط الخام حسب بنك UBS الحكومات إلى إعادة النظر في سياساتها الطاقوية، مع التركيز على تعزيز مصادر الطاقة البديلة وتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد المفرط على النفط.
التقلبات تظل العنوان الأبرز
رغم وضوح الرؤية التي قدمها بنك UBS، فإن خبراء الطاقة يجمعون على أن التقلبات ستظل السمة الأساسية لأسعار النفط خلال المرحلة المقبلة.
يتأثر السوق ليس فقط بالعرض والطلب، وإنما أيضًا بالعوامل النفسية والسياسية، مما يجعل من التوقعات أداة إرشادية وليست يقينية.
تعزز هذه الرؤية حقيقة أن أي تحرك عسكري في مناطق الإنتاج، أو إعلان مفاجئ من “أوبك+”، قادر على دفع الأسعار للارتفاع الفوري حتى لو كان الطلب في مسار تراجعي.
تعليقات