شهد العالم في الساعات الأخيرة تطورات مقلقة على الصعيدين الجغرافي والإنساني، حيث ضرب زلزال عنيف منطقة ممر دريك قبالة سواحل تشيلي، في حين حذرت الأمم المتحدة من مخاطر “تسونامي إنساني” في غزة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.

ممكن يعجبك: رئيس هيئة دعم فلسطين يؤكد أن موافقة المقاومة على التهدئة تضع إسرائيل في اختبار حقيقي وتمنع المراوغة
زلزال بقوة 7.5 درجات يضرب ممر دريك
أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بوقوع زلزال قوي بلغت شدته 7.5 درجات على مقياس ريختر، حيث ضرب منطقة ممر دريك بين أقصى جنوب أمريكا اللاتينية والقارة القطبية الجنوبية.
وأشارت البيانات الرسمية إلى أن مركز الزلزال وقع على بعد أكثر من 700 كيلومتر جنوب شرقي مدينة أوشوايا في الأرجنتين، وهي مدينة صغيرة يقطنها نحو 57 ألف نسمة.
وعلى الرغم من خطورة الزلزال، أعلن مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادي أنه لا يوجد تهديد مباشر بحدوث موجات مد عاتية (تسونامي) واسعة النطاق، إلا أنه صدر تحذير وجيز للمناطق الساحلية في تشيلي تحسباً لأي طارئ.
من جانبها، أصدرت هيئة علوم البحار والمحيطات التشيلية بياناً دعت فيه إلى الحذر، مؤكدة إمكانية حدوث موجات تسونامي محدودة بالقرب من القارة القطبية الجنوبية، حيث وقع الزلزال على بعد 258 كيلومتراً شمال غربي قاعدة “فراي”.
ويعد ممر دريك أحد أهم الممرات البحرية في العالم، إذ يربط بين المحيط الأطلسي الجنوبي والمحيط الهادئ، ويمتد حتى المحيط المتجمد الجنوبي، وغالباً ما يشهد هذا الممر اضطرابات مناخية وزلزالية نظراً لموقعه الجغرافي الحساس.
“تسونامي إنساني” يهدد غزة
بعيداً عن الكوارث الطبيعية، يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة كارثة إنسانية وُصفت بأنها “تسونامي إنساني”، حيث أكد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة سيدفع بالأوضاع نحو انهيار شامل.
وأوضح المتحدث في تصريحات إعلامية أن إسرائيل تسعى لتهجير الفلسطينيين قسراً من القطاع عبر إنشاء مدن خيام قد تضم أكثر من مليون ونصف المليون نازح.
من نفس التصنيف: حراك شعبي يكتسح غرب ليبيا ومصراتة تشهد تمردًا غير مسبوق ضد حكومة طرابلس
وأضاف أن إسرائيل تريد من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية دفع تكلفة هذا التهجير، مؤكداً أن أونروا ترفض المشاركة في أي مخطط يستهدف تغيير الواقع الديمغرافي في غزة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني تلقوا مساعدات ومعالجات عبر أونروا خلال الأشهر الماضية فقط، بينما تضاعفت معدلات سوء التغذية ثلاث مرات خلال فترة قصيرة نتيجة الحصار ونقص الإمدادات.
بين تسونامي الطبيعة وتسونامي الإنسانية
في الوقت الذي يترقب فيه العالم تداعيات زلزال تشيلي واحتمالية حدوث تسونامي طبيعي، يواجه الفلسطينيون في غزة كارثة أكبر تمثل “تسونامي إنساني” مفتعل بفعل الاحتلال، وبينما قد تتراجع آثار الزلزال بفضل تحذيرات المراكز الجيولوجية، فإن الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف الانتهاكات الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً:
أهمية الوعي العالمي
تشير هذه الأحداث المتزامنة إلى أن كلمة تسونامي لم تعد مرتبطة فقط بالكوارث الطبيعية، بل أصبحت أيضاً رمزاً للأزمات الإنسانية الكبرى، فالعالم يواجه تحديات بيئية وزلزالية طبيعية يصعب التحكم فيها، لكنه يواجه أيضاً أزمات إنسانية يمكن منعها إذا توفرت الإرادة السياسية والضغط الدولي.
تعليقات