تقرير: سمر أبو الدهب

مقال مقترح: أسعار الذهب في العراق 13 أغسطس 2025 بعد تراجع الدولار.. ما هو سعر عيار 24 الآن؟
في مصر، تُبنى معادلة اقتصادية جديدة تُعزز من استقرار البلاد وتنوعها، وذلك بفضل الشراكات الاستراتيجية مع قوى اقتصادية كبرى مثل الصين وروسيا، حيث تمكنت مصر من تحويل المنطقة الاقتصادية للقناة إلى محرك نمو إيجابي، يمتد أثره إلى زيادة الاستثمارات المباشرة، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري، وتأمين مصادر دخل جديدة، هذه الشراكات ليست مجرد صفقات تجارية، بل تعكس رؤية شاملة لاستغلال الموقع الجغرافي الفريد لمصر لتحقيق قفزة نوعية في التنمية.
الاستثمارات الصينية.. منصة تصدير عالمية من قلب مصر
في هذا السياق، أكد الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، في تصريح خاص لـ«نبأ مصر»، أن الاستثمارات الصينية الكبيرة في منطقة “تيدا” بالعين السخنة تُعتبر نموذجًا حيًا لهذا التحول، إذ من خلال توطين صناعات متنوعة مثل المنسوجات، والأجهزة الإلكترونية، ومواد البناء، تحولت المنطقة إلى مركز عالمي للتصنيع والتصدير، ويهدف هذا التوجه إلى استقطاب رأس المال الصيني مع خلق الآلاف من فرص العمل للشباب المصري، ونقل الخبرات والتكنولوجيا، مما يدعم بناء قاعدة صناعية قوية قادرة على المنافسة عالميًا، وأشار إلى أنه بفضل هذه الشراكات، أصبحت المنطقة الاقتصادية منصة حيوية للمنتجات الصينية المصنعة في مصر لتصل إلى أسواق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، مما يمنح مصر ميزة إضافية في التجارة العالمية ويعزز من إيراداتها من الصادرات.
المنطقة الصناعية الروسية.. تنويع هيكل الاقتصاد المصري
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد تُساهم في إضافة بُعد آخر لهذه الشراكة الإيجابية، من خلال جذب الاستثمارات الروسية في قطاعات حيوية مثل صناعة السيارات، والمعدات الهندسية، والصناعات الدوائية، تسعى مصر إلى تنويع هيكل اقتصادها وتقليل اعتماده على قطاعات محدودة، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يمهد الطريق لإنشاء مجمعات صناعية متكاملة تزيد من القيمة المضافة للاقتصاد المصري، وتجعل من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس قبلة للصناعات الثقيلة والمتطورة.
اقرأ كمان: موبكو تعلن عن موعد انتهاء الحق في الأسهم المجانية وتكشف تفاصيل زيادة رأس المال
من سوق استهلاكي إلى شريك استراتيجي
ولفت «الشافعي»، إلى أن أهمية هذه الشراكات تكمن في أن مصر لم تعد مجرد سوق استهلاكي، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا في سلسلة الإنتاج العالمية، موضحًا أن هذا التحول ينعكس بشكل إيجابي على ميزان المدفوعات من خلال زيادة حصيلة النقد الأجنبي من الصادرات، وجذب المزيد من الاستثمارات التي توفر فرص عمل وتدعم النمو الاقتصادي المستدام.
التعامل بالعملات المحلية خطوة نحو الاستقلالية الاقتصادية
ويرى أن من أبرز النتائج الإيجابية لهذه الشراكات هو التوجه نحو التعامل بالعملات المحلية بدلًا من الدولار، حيث من خلال التفاهمات المشتركة مع الصين وروسيا على تسوية جزء من المعاملات التجارية بالعملات المحلية، تستطيع مصر تقليل الضغط على الدولار، مما يساهم في تحقيق استقرار أكبر في سعر صرف الجنيه المصري، وأشار إلى أن هذا المسار الذي تتبناه دول عديدة حول العالم، يعزز من استقلالية القرار الاقتصادي، ويقلل من تأثير التقلبات العالمية على الاقتصاد المصري، مؤكدًا أن التحول إلى التعامل بالعملات المحلية ليس مجرد إجراء مالي، بل هو خطوة استراتيجية نحو بناء نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلًا وتوازنًا، تضع فيه مصر نفسها كشريك فاعل ومستقل.
مستقبل اقتصادي واعد
وتابع أن هذه الشراكات الإيجابية مع الصين وروسيا تُشكل أساسًا لمستقبل اقتصادي أكثر إشراقًا لمصر، فبفضلها سوف تتحول المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى قاطرة للتنمية، لا تستقطب الاستثمارات فحسب، بل تُنتج صناعات، وتخلق وظائف، وتُرسخ لمكانة مصر كمركز إقليمي ودولي فاعل، مما يفتح الباب أمام حقبة جديدة من الازدهار والتقدم.
تعليقات