تحل اليوم، الإثنين 22 يوليو 2025، ذكرى ميلاد وردة الجزائرية، الفنانة التي لم تكن مجرد مطربة، بل حالة فنية فريدة ارتبط بها ملايين من عشاق الطرب العربي الأصيل.

ممكن يعجبك: كيف أصبحت ليلة زفاف مسلم ويارا تامر حديث الجميع عبر مواقع التواصل بفيديوهات مثيرة وأقوال نارية؟
ولدت وردة عام 1939 في باريس لأب جزائري وأم لبنانية، وبدأت مشوارها من الحي اللاتيني بفرنسا، لكنها اختارت أن تكون بدايتها الحقيقية من مصر، فدخلت من خلالها إلى قلوب الجماهير في كل مكان.
مقال مقترح: حادث سير مروع لشيماء سيف في دهشور وتفاصيل مثيرة عن الواقعة
ورغم مرور 12 عامًا على رحيلها، لا تزال وردة الجزائرية حاضرة في وجدان الجمهور العربي، بصوتها الدافئ وأغانيها التي تشبه الحنين الدائم للماضي، وحكايتها التي جمعت بين الحب والفن والوطن.
ذكرى ميلاد وردة الجزائرية.. بداية من باريس والوصول إلى القاهرة
ولدت في 22 يوليو عام 1939، ونشأت في فرنسا وسط أجواء فنية وثقافية، حيث كان والدها يدير نادٍ فني في باريس، بدأت الغناء وهي طفلة، وعُرفت في الوسط العربي المهاجر بصوتها المميز، الذي جذب الأنظار منذ وقت مبكر.
انتقلت بعد ذلك إلى لبنان، وهناك بدأت بالغناء في الملاهي الليلية، حتى وصل صوتها إلى مصر، فاستدعاها المخرج حلمي رفلة عام 1960، لتشارك في أول فيلم سينمائي لها بعنوان “ألمظ وعبده الحامولي”، الذي مثّل انطلاقة قوية لاسمها في السينما والغناء العربي.
وردة الجزائرية في مصر.. بدايات المجد الفني
منذ لحظة دخولها إلى مصر، لفتت وردة الأنظار بصوتها العذب وقدرتها على التعبير، فاستقبلتها القاهرة كصوت جديد يحمل نكهة مختلفة، وبدأت رحلتها مع النجومية.
دعيت للمشاركة في “أوبريت الوطن الأكبر” بناءً على طلب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لتصبح جزءًا من مشروع الغناء القومي في مصر خلال الستينات.
قدّمت في تلك الفترة مجموعة من الأغاني التي تركت أثرًا واضحًا في وجدان الجمهور، وأصبحت من المطربات الأساسيّات في الحفلات والمناسبات الكبرى.
وردة الجزائرية وبليغ حمدي.. ثنائي الحب والإبداع
من أبرز المحطات في حياة وردة الجزائرية زواجها من الموسيقار بليغ حمدي، الذي كان شريكًا فنيًا وإنسانيًا، شكلت معه ثنائيًا يعتبر الأهم في تاريخ الأغنية العربية الحديثة، فقدّم لها ألحانًا أصبحت من علامات الغناء العربي مثل “خليك هنا”، “بتونس بيك”، “لولا الملامة”، و”أكذب عليك”.
كانت وردة تقول إن بليغ هو من فهم صوتها وأدرك مفاتيحه، ولذلك كانت أعمالهما معًا نادرة في صدقها وعمقها، حتى بعد انفصالهما بقي التعاون الفني بينهما مستمرًا.
اعتزال وردة الجزائرية وعودتها بدعوة وطنية
توقفت وردة الجزائرية عن الغناء بعد زواجها من الضابط الجزائري جمال قصيري، وقررت الاعتزال التام، احترامًا لرغبة زوجها.
لكن في عام 1972، طلب منها الرئيس الجزائري هواري بومدين أن تشارك في احتفالات الذكرى العاشرة لاستقلال الجزائر، فلبّت الدعوة وقدمت أغنية وطنية بعنوان “عدنا إليك يا جزائرنا الحبيبة”، وكانت تلك العودة بمثابة إشارة انطلاق جديدة في حياتها الفنية، ومنها عادت إلى مصر واستكملت مسيرتها بقوة أكبر.
رصيد فني غني ورسالة قومية
قدّمت وردة الجزائرية عددًا هائلًا من الأغاني التي لاقت رواجًا واسعًا، وتعاونت مع كبار الملحنين مثل محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، كمال الطويل، رياض السنباطي، وصلاح الشرنوبي، وكانت واحدة من القلائل اللواتي جمعن بين الغناء العاطفي والوطني بنجاح.
أغاني مثل “حلوة بلادي السمرا”، و”أكذب عليك”، و”في يوم وليلة”، و”وحشتوني”، كانت وما تزال تذاع في مناسبات مختلفة، وتلامس وجدان الجمهور بجميع أعمارهم.
وردة الجزائرية في السينما والتلفزيون
إلى جانب الغناء، ظهرت وردة الجزائرية في عدد من الأفلام الناجحة مثل “صوت الحب”، “آه يا ليل يا زمن”، و”ليه يا دنيا”، كما شاركت في أعمال درامية تلفزيونية منها “أوراق الورد”، و”آن الأوان” في آخر سنوات حياتها، حيث لاقت حضورًا فنيًا كبيرًا وأعادت التواصل مع جمهور الشاشة الصغيرة.
وردة الجزائرية.. 12 عامًا على الغياب وصوتها لا يغيب
في 17 مايو 2012، رحلت وردة الجزائرية عن عمر ناهز 73 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة، وأوصت بدفن جثمانها في وطنها الجزائر، تقديرًا لجذورها.
اليوم، ومع حلول ذكرى ميلاد وردة الجزائرية، يعود الحديث مجددًا عن هذا الصوت الذي لم يشبهه أحد، صوت حمل الحنين، والصدق، والإحساس في كل نغمة، لا تزال أعمالها تذاع في الإذاعات العربية، ولا تزال تُستشهد بأغنياتها في المسلسلات والإعلانات، كأن صوتها لم يغب يومًا.
تعليقات