حكمت الهجري يرفض اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء ويؤكد عدم التفاوض مع الحكومة الحالية
أعلن الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في البلاد، الشيخ حكمت الهجري، رفضه القاطع لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه الحكومة السورية في محافظة السويداء، مشددًا على أن المعركة ضد “العصابات المسلحة” كما وصفها، لا تزال مستمرة، وأن الدفاع عن الأرض يُعتبر واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا لا يمكن النقاش حوله أو التفاوض بشأنه.

مقال مقترح: ترامب يحذر زيلينسكي من استهداف موسكو ويشدد على أهمية الحوار
حكمت الهجري.
جاءت تصريحات الهجري مساء الأربعاء، لتثير جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والاجتماعية، خاصة أنها تزامنت مع إعلان الشيخ يوسف جربوع، أحد أبرز زعماء الطائفة الدرزية، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية لوقف العمليات العسكرية، مما يعكس وجود تباين واضح في المواقف داخل المجتمع الدرزي.
حكمت الهجري يعلن موقفه: “القتال واجب وطني لا تهاون فيه”
في بيان قوي، أكد الشيخ حكمت الهجري أنه لا مجال لأي تسوية مع من وصفهم بـ”العصابات المسلحة”، مشددًا على أن الصراع في السويداء ليس مجرد نزاع مسلح، بل هو معركة قيم ومبادئ.
وقال الهجري نصًا:
“نُعلن رفضنا لاتفاق وقف إطلاق النار، ونؤكد على ضرورة الاستمرار في الدفاع المشروع، ومواصلة القتال حتى تحرير كامل تراب محافظتنا من هذه العصابات دون قيد أو شرط، ونعتبر ذلك واجبًا وطنيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا لا تهاون فيه”.
وأضاف:
“ندعو ما تبقى من فلول هذه العصابات إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم لشبابنا الأبطال، ونُشدد على أبنائنا أن من يسلّم سلاحه فهو في عهدتنا، فلا يُهان ولا يُنكّل به، فهذا من شيمنا وأخلاقنا التي تربّينا عليها”.
واعتبر الهجري أن أي محاولة فردية للتفاوض مع الحكومة السورية تُعد خروجًا عن الصف الوطني الدرزي، محذرًا من أن أي جهة تخالف هذا التوجه “ستُعرض نفسها للمحاسبة القانونية والاجتماعية دون استثناء”.
اتفاق وقف النار في السويداء.. إعلان حكومي ومواقف متباينة
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء، يتضمن نشر حواجز أمنية ودمج المدينة بالكامل في كيان الدولة، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لإنهاء التوتر الذي تصاعد منذ دخول القوات الحكومية إلى المدينة ذات الغالبية الدرزية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي قوله:
“تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يشمل نشر الحواجز الأمنية ودمج المنطقة ضمن مؤسسات الدولة”.
وفي نفس السياق، أعلن الشيخ يوسف جربوع، أحد أقطاب المرجعية الدينية في السويداء، أن اتفاقًا قد أُبرم مع الحكومة السورية يقضي بـ”وقف جميع العمليات العسكرية وعودة الجيش إلى ثكناته، وإنهاء مظاهر السلاح خارج الدولة”.
حكمت الهجري.
انقسام داخل المرجعية الدرزية.. هل يتحول الموقف إلى صراع داخلي؟
اللافت في مشهد السويداء اليوم هو الانقسام الذي بدأ يظهر داخل المرجعيات الدينية والزعامات التقليدية للطائفة الدرزية، فبينما دعا حكمت الهجري إلى مواصلة القتال، أكد يوسف جربوع على ضرورة وقف الدماء والعودة إلى مؤسسات الدولة.
هذا الانقسام قد تكون له تبعات خطيرة على الاستقرار في الجنوب السوري، خاصة أن الطائفة الدرزية لطالما عُرفت بانضباطها الداخلي وتماسكها المجتمعي.
مقال له علاقة: الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أربعة جنود جراء تفجير مبنى في جنوب قطاع غزة
ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا التباين إلى صراعات داخلية، قد تُضعف الموقف العام وتُعقّد الحلول المستقبلية.
خلفية الأزمة في السويداء.. من الاحتجاج إلى المواجهة المسلحة
تشهد محافظة السويداء منذ عدة أشهر حالة من التوتر الأمني والسياسي المتصاعد، نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية وغياب الخدمات، إلى جانب ما يصفه أبناء المنطقة بـ”الفراغ الأمني” وتزايد نشاط مجموعات مسلحة خارجة عن القانون.
وكانت الاحتجاجات السلمية قد بدأت على خلفية قرارات اقتصادية أثقلت كاهل المواطنين، قبل أن تتحول إلى مواجهات مسلحة بعد محاولة القوات الحكومية إعادة بسط نفوذها الكامل على المدينة.
وتتهم شخصيات محلية السلطات السورية بمحاولة فرض واقع أمني بالقوة، دون معالجة جذرية للأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة.
حكمت الهجري.
حكمت الهجري.. صوت احتجاجي أم زعيم لمشروع انفصال؟
منذ اندلاع الاضطرابات في الجنوب السوري، برز اسم الشيخ حكمت الهجري كواحد من أكثر الأصوات المؤثرة داخل الطائفة الدرزية، وكمحرك أساسي للاحتجاجات التي ترفع شعارات “الكرامة والدفاع عن الحقوق”.
ويرى بعض المراقبين أن حكمت الهجري يتحرك وفق منطق المطالبة بالإصلاح الداخلي وضمان العدالة، بينما يعتبره آخرون زعيمًا يقترب بخطابه من المشاريع الانفصالية أو على الأقل الاستقلالية الذاتية، على غرار نموذج جبل الدروز في أوائل القرن العشرين.
تعليقات