فيلم الدشاش لمحمد سعد يعود ليحتل مكانته في المشهد السينمائي من جديد، بعد أن تم طرحه على منصة نتفليكس، وذلك بعد خمسة أشهر فقط من عرضه في دور السينما المصرية.

ممكن يعجبك: اكتشفوا أسرار الفنانة هايدي رفعت بعد إعلان خطبتها من المسرح إلى عالم الدراما
ومنذ اللحظة الأولى لظهوره على المنصة، تصدر العمل مؤشرات البحث عبر محركات البحث العالمية، وعلى رأسها “جوجل”، مما أعاده إلى واجهة الحديث الجماهيري والفني.
هذا التفاعل الرقمي الملحوظ أعاد الحياة لعمل أثار الجدل منذ إعلان عنه، سواء من حيث اسم الفيلم أو شخصية البطل التي قدمها محمد سعد بأسلوب مختلف تمامًا عما اعتاد عليه جمهوره.
حيث تخلى عن الكاركترات المكررة، وقدم دورًا يجمع بين الحدة الدرامية والإثارة، مع لمحات كوميدية لم تكن صادمة أو مصطنعة.
قصة فيلم الدشاش لمحمد سعد: أكشن على أنغام كوميديا سوداء
تدور أحداث فيلم الدشاش حول شخصية تحمل نفس اسم الفيلم، وهي شخصية غامضة تحمل ماضيًا ملتبسًا، وتدخل في سلسلة من الصراعات العنيفة بعد انكشاف أسرار مدفونة.
الحبكة تحمل طابعًا اجتماعيًا بامتياز، لكنها مغلفة بالتشويق والمطاردات والعنف، وهي مزيج نادر في أعمال محمد سعد، الذي اعتاد الجمهور على ظهوره في أدوار ساخرة.
ورغم أن الفيلم لا يبتعد كثيرًا عن روح محمد سعد الساخرة، إلا أنه يقدمها هذه المرة داخل إطار جاد، بل يخوض مغامرة تمثيلية لافتة بالتخلي عن “الافيهات” اللفظية التقليدية، لصالح تعبيرات جسدية وتكنيك أداء أكثر نضجًا، مما اعتبره البعض بداية “مرحلة جديدة” في مسيرة الفنان الموهوب.
أبطال فيلم الدشاش.. توليفة جماهيرية ناجحة
شارك في فيلم الدشاش عدد كبير من نجوم الفن، أبرزهم:
زينة التي قدمت دورًا نسائيًا مؤثرًا بملامح تجمع بين القوة والانكسار.
باسم سمرة في أداء متقن لشخصية مضطربة نفسيًا.
بالإضافة إلى طافش ونسرين أمين ومصطفى أبو سريع ومحمد جمعة، إلى جانب وليد فواز ورشوان توفيق وعفاف مصطفى.
كما شهد الفيلم ظهورًا خاصًا لـ محمد يوسف أوزو، مما أضفى لمسة إثارة إضافية على أحداث الفيلم.
تولى كتابة السيناريو جوزيف فوزي، وأخرجه سامح عبدالعزيز، في تعاون جديد يعيد الثنائي بعد نجاحات سابقة مثل فيلم “تتح” ومسلسل “فيفا أطاطا”.
نتفليكس تعيد “الدشاش” للواجهة.. والجمهور يتفاعل
جاء طرح فيلم الدشاش على منصة نتفليكس ليعيد إشعال النقاشات حول العمل، حيث تداول رواد مواقع التواصل مشاهد بعينها بكثافة، مؤكدين أن الفيلم يمتلك “نَفَسًا” سينمائيًا مختلفًا عن أفلام محمد سعد المعتادة.
وما بين مؤيد لتجربته الجديدة ومعارض لتخليه عن الكوميديا الكاملة، فإن نقطة الإجماع الأكبر كانت أن “الدشاش” هو عمل جريء ومبهر بصريًا، بفضل استخدام ذكي للضوء والظل، وأسلوب إخراجي يعتمد على الكاميرا المحمولة، ليعزز من التوتر داخل المشاهد.
محمد سعد من “الدشاش” إلى “دكتور عدوة”.. انطلاقة فنية متجددة
بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم الدشاش على مستوى الإيرادات والتفاعل الجماهيري، بدأ الفنان الكوميدي الشهير التحضير لعمله السينمائي الجديد بعنوان “دكتور عدوة”.
مقال مقترح: موسم صيف 2025 السينمائي يبدأ بتنافس قوي بين أبرز الأفلام الكبرى
الفيلم الجديد يدور في إطار كوميدي-درامي، ويجسد فيه محمد سعد شخصية طبيب يُدعى “سامح” يعيش حياة غريبة مليئة بالتناقضات، منها زواجه من امرأة قبيحة وظهور كائنات غريبة “عفاريت” في حياته.
ومن المقرر أن يُخرج الفيلم وائل إحسان، ويُنتجه محمد الرشيدي، ويشارك فيه عدد من الفنانين المغاربة، حيث من المنتظر أن يتم تصوير بعض مشاهده في المغرب خلال الفترة القادمة.
قراءة نقدية لفيلم الدشاش.. هل كسر محمد سعد “نمطه الفني”؟
يمثل فيلم الدشاش نقلة نوعية في مسيرة محمد سعد الفنية، حيث غادر منطقة “اللايت كوميدي” التي لطالما ارتبط بها، وقرر خوض تجربة تمثيلية ذات أبعاد نفسية وأكشنية.
وعلى الرغم من أن الفيلم لا يخلو من بعض العيوب الإخراجية الطفيفة، إلا أن أداء سعد اللافت، وتنوع الشخصيات، وسرعة الإيقاع، منحت الفيلم مكانة خاصة وسط إنتاجات العام الحالي.
النقاد انقسموا بين من يرى أن الفيلم “خطوة للأمام” لمحمد سعد، وبين من يرى أن الجمهور ما زال يفضله بشخصياته الساخرة القديمة مثل “اللمبي” و”عوكل”.
ولكن الواقع يؤكد أن سعد نجح في كسر نمطه، وفتح لنفسه بابًا جديدًا يمكن أن يوسع من قاعدته الجماهيرية.
الإيرادات والمشاهدات.. نجاح مزدوج في السينما والمنصات
بحسب مصادر داخل غرفة صناعة السينما، فقد حقق فيلم الدشاش إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه مصري خلال فترة عرضه في دور السينما، وهي أرقام لافتة مقارنة بمحتوى الفيلم غير التقليدي.
ومع طرحه على منصة نتفليكس، تضاعف عدد المشاهدات، واحتل المراتب الأولى ضمن قائمة الأكثر مشاهدة في مصر وبعض الدول العربية، مما يشير إلى أن محمد سعد استطاع بالفعل استعادة مكانته في قلوب الجمهور، ولكن بطريقته الجديدة.
باختصار، فإن فيلم الدشاش ليس مجرد تجربة عابرة، بل هو خطوة مدروسة نحو التجدّد الفني.
وطرحه على نتفليكس منح الفيلم دفعة عالمية، تؤهله لأن يكون بداية لعصر جديد في مشوار محمد سعد، الذي يبدو أنه قرر أخيرًا كسر قوالب الكوميديا الجاهزة، ليعيد تعريف نفسه كفنان متعدد الوجوه.
تعليقات