تهديدات حرب إسرائيل وإيران للاقتصاد المصري.. تأثير النفط والسياحة والتضخم وفقًا لخبير اقتصادي
حذر الخبير الاقتصادي الدكتور كريم العمدة من أن استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران سيترك تأثيرًا مباشرًا وعميقًا على الاقتصاد المصري، حيث أكد أن تداعيات هذا الصراع لن تكون عابرة بل ستطال القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها السياحة والطاقة والتجارة الخارجية.

مقال مقترح: سعر الذهب في الأردن اليوم 11 يونيو 2025 وما هو أفضل وقت للشراء؟
وأضاف العمدة في تصريح خاص لموقع “نبأ مصر” أن الانتظار لم يعد خيارًا، فالمعركة أصبحت مفتوحة في الإقليم، وتأثيرها على الاقتصاد المصري مسألة وقت لا أكثر.
السياحة في مهبّ الريح
وأوضح الخبير الاقتصادي أن القطاع السياحي المصري يعد من أكثر القطاعات هشاشة أمام التوترات الإقليمية، خاصة أن السائح الأوروبي والآسيوي يتأثران بسرعة بالأوضاع الأمنية، مؤكدًا أن أي تصعيد جديد سيؤدي إلى تراجع ملحوظ في الحجوزات، وبالتالي انخفاض في إيرادات العملة الصعبة، مما سيزيد الضغط على الاقتصاد.
أسعار النفط وتكلفة الطاقة
وأشار إلى أن التوترات المتصاعدة في الخليج قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط العالمية، مما سينعكس مباشرة على تكلفة استيراد الوقود، مضيفًا أن تجاوز سعر البرميل لحاجز 100 دولار سيشكل ضغطًا على الموازنة العامة، ويزيد من هشاشة الجنيه المصري بسبب اتساع فجوة الاستيراد.
التضخم والعبء على المواطن
ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة سيدفع بأسعار السلع والخدمات إلى مستويات أعلى، مما يرفع معدلات التضخم ويضعف القدرة الشرائية للمواطن، مؤكدًا أن موجة تضخمية قادمة ستطول الطبقات الوسطى والفقيرة على وجه الخصوص.
التجارة الخارجية وسلاسل الإمداد
كما حذر العمدة من احتمالية اضطراب سلاسل الإمداد نتيجة توترات في الملاحة بمنطقة الخليج، خاصة في مضيق هرمز وقناة السويس، مما سيرفع تكاليف الشحن والتأمين ويؤثر على أسعار الواردات وقدرة مصر التصديرية، لا سيما في القطاعات الزراعية والصناعية.
الاستثمارات الأجنبية والمشروعات الكبرى
وأوضح أن استمرار الحرب قد يدفع المستثمرين الأجانب إلى التريث أو تجميد عقود استثمارية كبرى، مؤكدًا أن الاستثمار لا يحب الضبابية، وإذا طال أمد الحرب فإن ذلك قد ينعكس سلبًا على مشروعات البنية التحتية والتنمية في مصر.
اقرأ كمان: تحديث أسعار الذهب في الأردن اليوم الخميس 19 يونيو 2025.. عيار 18 يشهد تذبذبات بعد ارتفاع أسعار النفط
الأموال الساخنة.. الهروب الأول
وأشار العمدة إلى أن الأموال الساخنة تكون أول ما يغادر الأسواق الناشئة في أوقات الأزمات، مما يؤدي إلى نقص في السيولة بالعملة الأجنبية وارتفاع أسعار الفائدة.
ودعا الحكومة إلى تفعيل أدوات مالية بديلة، وتحفيز تحويلات المصريين في الخارج، وزيادة الاعتماد على الدين المحلي طويل الأجل.
توصيات عاجلة للحكومة
وأكد العمدة في ختام تصريحه أن التهديد الأكبر لا يكمن في صدمة آنية، بل في تراكم التأثيرات الاقتصادية على المدى المتوسط والطويل، مشددًا على أهمية اتخاذ إجراءات استباقية تشمل تأمين احتياجات الطاقة من مصادر بديلة، وتعزيز المخزون الاستراتيجي من السلع، ودعم الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الواردات، والتواصل مع الشركاء الدوليين لتأمين تدفقات مالية مرنة.
تعليقات