انهيار منزل نور الشريف في القاهرة القديمة يثير مشاعر الحزن ويكشف عن أزمة العقارات المهددة بالسقوط
أصبح انهيار منزل الفنان المصري الراحل نور الشريف حديث الساعة، حيث تصدّر اسمه محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة.

اقرأ كمان: اكتشف موعد عرض الحلقة 194 من مسلسل المؤسس عثمان وما هي أبرز المفاجآت التي تنتظرك فيها
المنزل الذي شهد سنوات طفولته وشبابه قبل أن ينطلق إلى عالم الفن والشهرة، انهار بشكل مفاجئ في حي السيدة زينب بالقاهرة، مما ترك أثرًا عاطفيًا عميقًا لدى محبيه وسكان المنطقة.
تفاصيل حادث انهيار منزل نور الشريف
في فجر الأربعاء 18 يونيو 2025، شهد حي السيدة زينب في القاهرة انهيارًا مأساويًا لعقار قديم يقع في حارة محمد عنايت، المتفرعة من شارع قدري.
العقار المنهار مكوّن من أربعة طوابق، يعود تاريخه إلى عام 1951، وكان معروفًا لدى سكان المنطقة بأنه منزل الطفولة للفنان نور الشريف.
الحادث أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، وعلى الفور، انتقلت فرق الإنقاذ وقوات الحماية المدنية إلى الموقع، إلى جانب سيارات الإسعاف، بينما تولّى اللواء طارق راشد، مدير أمن القاهرة، الإشراف على عمليات البحث والإنقاذ.
رمزية العقار في حياة نور الشريف
المنزل الذي انهار لم يكن مجرد عقار سكني، بل يمثل جزءًا من الذاكرة الفنية والإنسانية للفنان الراحل، الذي ولد ونشأ في هذا الحي الشعبي العريق، وقد عبر في لقاءاته عن انتمائه واعتزازه بالسيدة زينب، مؤكدًا أن هذا المكان ساعد في تشكيل شخصيته وصقل موهبته.
وفي عام 2011، قرر أهالي شارع محمد عنايت إطلاق اسم “عقار نور الشريف” على هذا المنزل، تخليدًا لذكراه وتقديرًا لما مثّله من فخر لسكان الحي، باعتباره أحد أبنائهم الذين حققوا شهرة واسعة وأثرًا فنيًا كبيرًا.
رد فعل العائلة على انهيار المنزل
عبرت سارة نور الشريف، ابنة الفنان الراحل، عن صدمتها بعد سماع خبر انهيار المنزل الذي نشأ فيه والدها، مشيرة إلى أن هذه البقعة من القاهرة كانت غالية على قلبه، حيث عاش فيها حتى زواجه من الفنانة بوسي.
وأكدت سارة أن هذا المكان يحتل مكانة خاصة في ذاكرة العائلة، وأن فقدانه بهذه الطريقة يمثل ألمًا شخصيًا كبيرًا.
مقال له علاقة: أحمد السقا تحت التحقيق بعد بلاغ من طليقته مها الصغير.. تفاصيل القصة كاملة
أضرار الانهيار والخسائر البشرية والمادية
الانهيار لم يتوقف عند العقار رقم 20 فقط، بل تسبب أيضًا في تدمير جزئي لعقارين مجاورين، وتهتك واجهات بعض المحال التجارية، بالإضافة إلى تلفيات في عدد من السيارات التي كانت متوقفة أسفل العقار.
الجهات المعنية باشرت التحقيق في أسباب الحادث، وسط مطالب سكان المنطقة بتكثيف الرقابة على العقارات القديمة الصادرة لها قرارات ترميم لم تُنفذ.
شهادات الجيران وذكريات من الطفولة
من أبرز الشهادات التي ظهرت بعد الحادث كانت من المخرج محسن أحمد، أحد جيران نور الشريف السابقين، حيث كشف أن المنزل المنهار كان يفصل بينه وبين منزله بيت واحد فقط، وذكر أن نور في طفولته، كان يشاهد عروض السينما الصيفية من خلال مرآة موضوعة في مطبخ أحد الجيران، وهو ما يعكس شغفه المبكر بعالم التمثيل.
أزمة قضائية تلاحق الأسرة
وفي سياق منفصل، تواجه ابنتا نور الشريف أزمة قانونية، بعدما اتهمهما مهندس زراعي بالاستيلاء على مليون جنيه، كدفعة أولى مقابل قطعة أرض في منطقة نزلة البطران بالهرم، وذكر في بلاغه أنه فوجئ برفضهما استكمال البيع أو إعادة المبلغ، مما دفعه لتقديم شكوى رسمية ضدهما.
قيمة المنزل في الوجدان الفني
لا يمكن النظر إلى انهيار منزل نور الشريف على أنه مجرد حادث عمراني، فهو يمثل نهاية ملموسة لقطعة من التاريخ الفني المصري، وواحد من المعالم الشخصية التي ساهمت في تكوين أحد أعظم الممثلين في تاريخ السينما المصرية والعربية، فهذا العقار هو جزء من ذاكرة القاهرة القديمة، ومنطقة السيدة زينب بالتحديد، التي طالما شكّلت مصدر إلهام للفنانين والأدباء.
مطالب بإعادة النظر في حالة المباني القديمة
الحادث سلط الضوء مجددًا على قضية العقارات المتهالكة في مناطق القاهرة التاريخية، ويطالب العديد من السكان والمهتمين بالتراث بسرعة فحص مثل هذه المباني، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات، خاصة تلك التي ترتبط برموز ثقافية وفنية ذات مكانة كبيرة في المجتمع.
تعليقات