القصف الإسرائيلي يطال الضاحية الجنوبية لبيروت واستهداف “عقل المسيرات” لحزب الله

شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، مساء الخميس تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق منذ وقف إطلاق النار في نهاية العام الماضي، حيث شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة استهدفت بنى تحتية قالت إنها تستخدم لإنتاج الطائرات المسيرة التابعة للحزب.

القصف الإسرائيلي يطال الضاحية الجنوبية لبيروت واستهداف “عقل المسيرات” لحزب الله
القصف الإسرائيلي يطال الضاحية الجنوبية لبيروت واستهداف “عقل المسيرات” لحزب الله

يأتي هذا الهجوم على الضاحية الجنوبية بعد تحذير إسرائيلي عاجل لسكان أحياء محددة بوجوب إخلاء منازلهم، مما أثار حالة من الذعر والنزوح الجماعي في المنطقة.

الضاحية الجنوبية .. الاستهداف الإسرائيلي: “وحدة 127” وعقل المسيرات

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه يستهدف “أهدافًا تابعة للوحدة الجوية التابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية (الوحدة 127) في الضاحية الجنوبية ببيروت”.

ووفقًا للبيان، فإن هذه البنى التحتية، التي تقع تحت الأرض وفي قلب التجمعات السكنية المدنية، مخصصة لإنتاج آلاف الطائرات المسيرة التي يزعم الجيش الإسرائيلي إن حزب الله يستخدمها على نطاق واسع في هجماته ضد إسرائيل.

تعتبر هذه الغارات ضربة نوعية نادرة في عمق العاصمة، فبالرغم من الهجمات شبه اليومية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان ضد أهداف أو نشطاء أو قادة في حزب الله.

وتزعم إسرائيل أن هذه الأنشطة تشكل “خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان” التي أشرف عليها، متهمة حزب الله بتحدي الدولة اللبنانية ومنع تطبيق التفاهمات.

إنذارات بالإخلاء وحركة نزوح جماعية

قبل بدء الهجوم، وجه الجيش الإسرائيلي إنذارًا عاجلاً للمتواجدين في أحياء الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة بوجوب الإخلاء، وحدد من خلال خارطة المباني المستهدفة.

وقد أدى هذا الإنذار إلى ازدحام سير خانق في المنطقة المستهدفة، وحركة نزوح كثيف للسكان، ترافقت مع إطلاق نيران في الهواء لتحذير السكان بوجوب مغادرة المنطقة.

من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية بأنّ سلاح الجو الإسرائيلي “شنّ غارات تحذيرية على”.

مخاوف من الرد وحالة ترقب

ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال رد من حزب الله على هذا الهجوم.

ويزيد هذا التصعيد من التوتر في المنطقة، حيث يترقب الجميع ما إذا كانت هذه الغارات ستؤدي إلى رد فعل أوسع من جانب حزب الله، وما إذا كانت ستؤثر على التفاهمات الهشة القائمة بين إسرائيل ولبنان.

تؤكد إسرائيل أنها “ستعمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها، وستمنع كل محاولة لإعمار قدرات حزب الله” بينما يبقى مصير لبنان ككل معلقًا على تداعيات هذا التصعيد العسكري غير المسبوق.