خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني توقعاتها لقطاع السيارات العالمي إلى مستوى “متدهور”، وذلك بسبب المخاوف المتزايدة من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية والقيود التي فرضتها الصين على صادرات المعادن النادرة، هذه التطورات تثير قلقًا عميقًا على المستوى العالمي، وتضع ضغوطًا غير مسبوقة على سلاسل التوريد الحيوية.

مقال مقترح: احصل على تراخيص الاستثمار في مصر بسرعة.. منصة إلكترونية جديدة لإنهاء الإجراءات في 20 يومًا فقط
فيتش .. تداعيات قيود المعادن النادرة الصينية
أسفرت قرارات الصين في أبريل الماضي بتعليق صادرات مجموعة واسعة من المعادن النادرة والمغناطيسات ذات الصلة عن اضطراب كبير في سلاسل التوريد العالمية، وهذه المعادن تُعتبر مكونات أساسية ليس فقط لشركات صناعة السيارات، بل أيضًا لمصنعي الطائرات، وشركات أشباه الموصلات، والمقاولين العسكريين حول العالم، وفقًا لتقرير “بلومبرج”.
مقال له علاقة: سعر الدولار اليوم الخميس 29 مايو 2025 في البنوك بعد قرار وقف رسوم ترامب الجمركية.. هل شهد تغييرات؟
تُظهر هذه الخطوة بشكل واضح هيمنة الصين على صناعة المعادن الأساسية، التي تُعتبر مفتاحًا للتحول نحو الطاقة الخضراء على مستوى العالم، كما تُعتبر ورقة ضغط استراتيجية في الحرب التجارية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة، حيث تنتج الصين ما يقرب من 90% من المعادن النادرة في العالم، مما يمنحها نفوذًا كبيرًا في الأسواق العالمية.
تأثير مباشر على شركات صناعة السيارات الأوروبية والأمريكية
تأثرت شركات صناعة السيارات الكبرى بشكل مباشر بهذه القيود، حيث صرحت شركة “بي إم دبليو” الألمانية يوم الأربعاء بأن جزءًا من شبكة مورديها تأثر بنقص المعادن النادرة، على الرغم من أن مصانعها لا تزال تعمل بشكل طبيعي حتى الآن.
وفي تحذير أشد، أعلنت رابطة موردي السيارات الأوروبية عن إغلاق العديد من خطوط الإنتاج بسبب نقص المعادن النادرة الضرورية، وأشارت رابطة مصنعي السيارات في مقاطعة فرجينيا إلى أنه من بين مئات طلبات تراخيص التصدير التي قدمها موردو السيارات منذ أوائل أبريل، لم يتم منح سوى ربعها حتى الآن، مع رفض بعض الطلبات لأسباب “إجرائية للغاية”.
ورغم عدم تحديد الرابطة هوية الشركات المتأثرة، إلا أنها حذرت من احتمال حدوث “انقطاعات أخرى في الخدمة” قريبًا.
تصعيد عالمي للمخاوف
تزامن إعلان الصين عن هذه القيود في أبريل مع حزمة أوسع من الإجراءات الانتقامية ضد الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن، ومع ذلك، فإن هذه القيود تُطبق على مستوى العالم، مما يثير قلق المسؤولين التنفيذيين في جميع أنحاء العالم.
شركات صناعة السيارات الألمانية والأمريكية قد اشتكت بالفعل من أن القيود الصينية تهدد الإنتاج، وذلك بعد شكوى مشابهة من شركة هندية لتصنيع السيارات الكهربائية الأسبوع الماضي، وتضغط العديد من هذه الشركات حاليًا على حكوماتها لإيجاد حل سريع لهذه الأزمة، وتسعى جاهدة لإيجاد بدائل لمصادر المعادن النادرة.
تعليقات