تداولت وسائل التواصل الاجتماعي شائعة وفاة جديدة تخص الفنانة السورية القديرة منى واصف، لكنها سرعان ما خرجت عن صمتها لتؤكد لجمهورها الكبير في الوطن العربي أنها بصحة جيدة، مشددة على أن كل ما تم تداوله لا يعدو كونه “أخبار صفراء تهدف للترند”.

مقال مقترح: ساقية الصاوي تحتفي بذكرى الشيخ رفعت من خلال عرض فني مميز لفيلم “الوصية”
منى واصف.
من نفس التصنيف: رانيا فريد شوقي تكرم ذكرى هدى سلطان في حدث مؤثر
رد منى واصف الصريح: “بكفي شائعات”
صرحت منى واصف، التي تبلغ من العمر 83 عامًا، بتصريح مقتضب حظي بتفاعل كبير قائلة: «حاجة بقا، يمكن لأني مرضانة شوي، مرشحة، راحوا موتوني!»، موضحة أن ما تعرضت له هو مجرد وعكة صحية بسيطة لا تستدعي القلق.
هذا التصريح الذي يحمل طابعًا ساخرًا وغاضبًا في آنٍ واحد، يعكس استياء الفنانة من تكرار مثل هذه الشائعات التي تطال النجوم الكبار، وتثير بلبلة لا داعي لها بين جمهورهم.
والجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها واصف لمثل هذه الشائعات، فقد واجهت ذلك في مناسبات عديدة، وفي كل مرة تخرج منها أكثر قوة وثباتًا.
تماضر غانم: الخبر الصحيح من النقابة
من جانبها، أكدت الفنانة تماضر غانم، عضو نقابة الفنانين السوريين، أن «منى واصف بصحة جيدة وقد تواصلنا معها مؤخرًا عبر “الواتس آب”، وهي بخير».
وأوضحت غانم أن مثل هذه الشائعات تأتي من “الصفحات الصفراء” التي لا تلتزم بأي ميثاق صحفي.
وأضافت: “أدعو جميع الإعلاميين للعودة للمصادر الرسمية، خاصة صفحة النقابة التي تنشر الأخبار الصحيحة عن فنانيها”.
وقد لاقت هذه الدعوة استجابة إيجابية من الوسط الصحفي العربي، خصوصًا في ظل انتشار المعلومات المضللة على منصات التواصل.
منى واصف: أيقونة عربية تجاوزت الشائعات
ولدت منى واصف في 9 فبراير 1942 في العاصمة السورية دمشق، لأب كردي مسلم وأم مسيحية، في بيئة متعددة الثقافات أسهمت في تشكيل شخصيتها المتفتحة والمتنوعة.
بدأت حياتها المهنية كعارضة أزياء في أواخر خمسينيات القرن العشرين، ثم انضمت إلى “مسرح القوات المسلحة” عام 1960، حيث قدمت أول أعمالها المسرحية بعنوان “العطر الأخضر”.
منذ تلك اللحظة، بدأت رحلة فنية طويلة ومتوهجة، توجتها بأكثر من 170 عملًا تلفزيونيًا، إلى جانب عشرات الأفلام السينمائية والمسرحيات، ومن أبرزها دورها في فيلم “الرسالة” للمخرج مصطفى العقاد، حيث جسدت شخصية “هند بنت عتبة” ببراعة لا تزال راسخة في ذاكرة الجماهير حتى اليوم.
مشوار درامي متنوع
لم تكن منى واصف مجرد ممثلة تؤدي أدوارها، بل كانت مدرسة فنية قائمة بذاتها، ساهمت في تأسيس الحركة المسرحية السورية، وشاركت في أهم الإنتاجات العربية، سواء في سوريا أو لبنان أو مصر، حيث تعاملت مع كبار المخرجين والنجوم، وكانت دائمًا حريصة على تقديم أدوار نوعية تحمل رسالة فنية وإنسانية.
وكان أول ظهور تلفزيوني لها في مسلسل “ميلاد ظل” عام 1961، ثم انضمت لاحقًا إلى فرقة الفنون الدرامية بوزارة الإعلام عام 1964 تحت إدارة الناقد والمخرج رفيق الصبان، وهي الفترة التي شهدت نضجها الفني الحقيقي.
منى واصف.. العائلة والإنجازات
عاشت منى واصف في بيت يضم زوجة والدها، ولها ثلاث شقيقات، اثنتان منهن دخلتا المجال الفني أيضًا، وهما هيفاء واصف وغادة واصف.
وتُعد عائلة واصف من أكثر العائلات الفنية شهرة في سوريا، حيث تزوجت شقيقتها هيفاء من الفنان محمود جبر، وأنجبا الممثلتين ليلى جبر ومرح جبر.
أما عن حياتها الشخصية، فقد تزوجت من المخرج محمد شاهين عام 1963، وأنجبت ابنها الوحيد عمار عبد الحميد، الذي يعيش حاليًا في أوروبا ويُعرف بمواقفه المعارضة للنظام السوري.
جوائز وتكريمات
نالت منى واصف خلال مسيرتها عددًا كبيرًا من الجوائز والتكريمات، منها:
وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.
جائزة الدولة التقديرية للفنون في سوريا.
تكريم من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون.
دروع تقديرية من العديد من المهرجانات الفنية في الدول العربية.
تأثيرها الثقافي والفني
يصعب اختزال مسيرة منى واصف في سطور، فهي ليست فقط فنانة، بل رمز ثقافي يعكس تطور الفن السوري والعربي في العقود الأخيرة، وتمثل نموذجًا للمرأة القوية، المستقلة، والمثقفة، القادرة على الموازنة بين العطاء الفني والحضور الاجتماعي.
وقد ألهمت أجيالًا من الممثلات الشابات في الوطن العربي، خصوصًا في الأعمال التاريخية والدينية، حيث اشتهرت بصوتها الجهوري وأدائها العميق الذي يجمع بين القوة والرقة في آن.
شائعة الوفاة.. هل آن الأوان لوقف العبث؟
يطرح انتشار شائعة وفاة منى واصف تساؤلًا جديًا حول مسؤولية منصات التواصل الاجتماعي وغياب الرقابة الأخلاقية على المحتوى المنشور، فحين يتحول الموت إلى أداة لـ”الترند”، يصبح من الضروري إعادة النظر في ثقافة النشر ومساءلة مطلقي هذه الإشاعات قانونيًا وأخلاقيًا.
تعليقات