الرئيس الصيني: الرسوم الجمركية تؤثر سلباً على النظام التجاري العالمي.. وبكين تهدد باتخاذ إجراءات مضادة

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الأربعاء، أن الرسوم الجمركية “تضر بالنظام التجاري العالمي المتعدد الأطراف”، محذرًا من تداعيات الحروب التجارية على الاقتصاد العالمي، وذلك خلال استقباله نظيره الأذربيجاني إلهام علييف في بكين، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي الصيني.

الرسوم الجمركية والحروب التجارية

وقال شي إن “الرسوم الجمركية والحروب التجارية تقوّض الحقوق المشروعة ومصالح جميع الدول، وتؤثر سلبًا على النظام الاقتصادي العالمي”، في إشارة واضحة للتصعيد التجاري المتواصل مع الولايات المتحدة.

وكانت واشنطن قد فرضت مؤخرًا رسومًا جمركية وصلت إلى 245% على بعض السلع الصينية، بما في ذلك السيارات الكهربائية، وردت بكين بفرض رسوم بنسبة 125% على المنتجات الأميركية، معلنة استعدادها لخوض “الحرب التجارية حتى النهاية”.

مفاوضات واشنطن لخفض الرسوم

في غضون ذلك، استفاد شركاء تجاريون آخرون للولايات المتحدة من تعليق رسوم جمركية أعلى لمدة 90 يومًا، فيما تخوض عدة دول مفاوضات مع واشنطن لخفض تلك الرسوم.

وفي بيان شديد اللهجة صدر عن وزارة التجارة الصينية، حذرت بكين هذه الدول من عقد أي اتفاقات مع واشنطن تضر بمصالحها، مؤكدة أن “التهدئة لن تجلب السلام، والتنازلات لن تُحترم”، وأن “الصين ستتخذ إجراءات مضادة حازمة” ضد أي تحركات من هذا النوع.

وشدد البيان على أن “السعي وراء مصالح أنانية مؤقتة على حساب الآخرين سيفشل في نهاية المطاف”، في تصعيد جديد يعكس توترًا متزايدًا في العلاقات الاقتصادية بين بكين وواشنطن.

وفي سياق متصل، يعكف الخبراء على تحليل تأثير هذه الحروب التجارية على الاقتصاد العالمي في المدى الطويل، حيث يشير البعض إلى إمكانية حدوث ركود اقتصادي في حال استمرت هذه التوترات. كما أن الشركات الكبرى في كلا البلدين تضع خططًا بديلة للتكيف مع الوضع الراهن، مما يعكس المخاوف المتزايدة من تداعيات هذه السياسات على النمو الاقتصادي.

تسعى الصين أيضًا إلى تعزيز شراكاتها التجارية مع دول أخرى لتعويض التأثيرات السلبية الناجمة عن الحروب التجارية مع الولايات المتحدة. ويعتبر العديد من المراقبين أن هذه التحركات قد تساهم في إعادة تشكيل خارطة التجارة العالمية، مما يفرض تحديات جديدة على النظام التجاري القائم.