أعلن كريم السادات، نجل شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عن وفاة عمته الكاتبة الصحفية سكينة السادات، وذلك من خلال منشور على صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، عبر كريم في رسالته عن حزنه العميق لرحيلها، متمنياً من الله أن يغمرها برحمته وأن يسكنها فسيح جناته، مضيفاً دعواته بالصبر والسلوان لأفراد الأسرة، وقد كتب كريم قائلاً: “أعزي نفسي وأسرة الفقيدة الكريمة بوفاة المغفور لها بإذن الله تعالى، الكاتبة الصحفية سكينة السادات، شقيقة الزعيم الراحل محمد أنور السادات، أسأل الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أسرتها الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
سكينة السادات هي الشقيقة الصغرى للرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي لعب دورًا هامًا في تاريخ مصر المعاصر، تربت سكينة في كنف عائلتها وتحت رعاية شقيقها الأكبر أنور السادات، والذي كان له تأثير كبير في حياتها وتوجهاتها المهنية تخرجت سكينة في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وبدأت مشوارها المهني في مجال الصحافة خلال سنوات دراستها الجامعية، حيث التحقت للعمل في مجلة “المصور” بمؤسسة دار الهلال، وهي واحدة من أعرق المؤسسات الصحفية في مصر، وقد عملت تحت إشراف الكاتب الصحفي فكري أباظة.
أولى خطواتها في عالم الصحافة كانت مؤثرة ومتميزة، حيث قامت بإجراء مقابلة صحفية مع الملكة فريدة بعد طلاقها من الملك فاروق، وهو ما كان يعد إنجازًا صحفيًا كبيرًا في تلك الفترة، هذه المقابلة أكسبتها تقديرًا كبيرًا، حيث حصلت على مكافأة مالية قدرها 500 جنيه، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، مما يدل على قيمة العمل الذي قدمته في بداية مسيرتها.
على الصعيد الشخصي، تزوجت سكينة السادات في سن مبكرة من الموسيقار المعروف عبد الحليم نويرة، وكانت تبلغ من العمر 15 عامًا فقط حينذاك، فارق السن بينهما كان كبيرًا، حيث كان عبد الحليم يكبرها بـ 25 عامًا، ورغم صغر سنها، أنجبت سكينة ابنتها الأولى بعد عام واحد من الزواج، لكن هذا لم يمنعها من استكمال مسيرتها التعليمية، حيث تلقت دعمًا كبيرًا من والدتها التي ساعدتها في تربية أطفالها.
سكينة السادات لم تكن مجرد صحفية، بل كانت واحدة من الشخصيات المؤثرة في الصحافة المصرية، حيث شغلت عدة مناصب مرموقة، من بينها نائب رئيس تحرير مجلة “المصور”، كما عملت مستشارًا لمجلة “حواء”، وتركزت أعمالها الصحفية حول قضايا المرأة والمجتمع.
وفاة سكينة السادات جاءت بعد صراع مع المرض، حيث فارقت الحياة مساء يوم الجمعة، لتخسر الساحة الصحفية المصرية واحدة من أبرز الأقلام التي ساهمت في إثراء الصحافة والمجتمع، وبرحيلها، يُسدَل الستار على حياة مليئة بالعطاء والتأثير، تاركةً خلفها إرثًا كبيرًا من الأعمال الصحفية، وذكريات خالدة في قلوب محبيها وأسرتها.