أوضح عدد من المسؤولين في الشعب والغرف التجارية بالقاهرة لموقع نبأ مصر أن انخفاض أسعار بعض السلع الغذائية والخضروات والدواجن والبيض يعود لعدة عوامل، منها زيادة الإنتاج في بعض السلع وانخفاض القوة الشرائية في سلع أخرى، بالإضافة إلى توفر المعروض بشكل ملحوظ، وأكدوا أن الاستقرار في الأسعار على المدى القريب يعتمد على تغيرات المواسم وتوازن العرض والطلب.

وأشاروا إلى أن تراجع معدلات التضخم في شهر نوفمبر يعكس تحسنًا نسبيًا في أسواق الغذاء بسبب انخفاض الأسعار في عدة مجموعات رئيسية، مثل الخضروات واللحوم والدواجن.

وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، انخفض معدل التضخم في مدن مصر إلى 12.3% في نوفمبر مقارنة بـ 12.5% في أكتوبر، كما تراجع معدل التضخم الشهري إلى -0.2% في نوفمبر.

هذا الانخفاض جاء نتيجة تراجع كبير في أسعار مجموعة الخضروات بنسبة 15.8%، بالإضافة إلى انخفاض أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 1.5%، والأسماك 0.8%، ومنتجات الألبان والجبن والبيض 1.2%، والحبوب والخبز 0.2%، وأيضًا تراجع أسعار الأمتعة الشخصية بنسبة 0.4%.

شعبة الخضروات والفاكهة: إنتاجية كبيرة تدفع الأسعار للهبوط

قال حاتم النجيب نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية إن تراجع أسعار الخضروات بنسبة 15.8% كان له تأثير كبير في انخفاض التضخم الشهري، ووضح أن السوق شهدت وفرة كبيرة في المعروض نتيجة زيادة الإنتاج وتداخل مواسم الحصاد، مما أدى لارتفاع الإنتاجية في عدد من المحاصيل بشكل ملحوظ.

وأشار إلى أن البطاطس والطماطم والبصل كانت من أبرز السلع التي زادت إنتاجيتها هذا العام، مما ساهم في هبوط أسعارها بقوة، وتوقع أن يستمر الاستقرار حتى نهاية الموسم الحالي وحتى يناير، مع توقع تذبذبات طفيفة مع بدء تغير المواسم الزراعية، لكن الاستثناء سيكون للليمون الذي من المتوقع أن ترتفع أسعاره في 2026 بسبب قلع الأشجار وموجة صمغية أثرت على الإنتاج.

شعبة القصابين: ركود الطلب ووفرة المعروض يثبتان الأسعار

هيثم عبد الباسط رئيس شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية أوضح أن أسعار اللحوم شهدت استقرارًا منذ عامين تقريبًا، وأن التراجع في معدلات التضخم خلال نوفمبر مرتبط بحالة الركود في الطلب وضعف القدرة الشرائية للأسر.

وأضاف أن وفرة المعروض المحلي والمستورد تساهم في استقرار الأسعار، بجانب إجراءات حكومية تهدف لزيادة الإنتاج وتعزيز البنية التحتية للقطاع، مشيرًا إلى تنفيذ خطة لزراعة 350 فدانًا في الظهير الصحراوي وإنشاء محجر جديد سيتم افتتاحه خلال ثلاثة أشهر، بالإضافة لمصنع مجاور وسعات تخزين للحوم المستوردة، وأكد أن هذه الإجراءات ستساعد في تثبيت الأسعار على المدى المتوسط.

شعبة الدواجن: انخفاض 15 إلى 20% مع تراجع القوة الشرائية

قال الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية إن أسعار الدواجن والبيض انخفضت بين 15 و20%، مما ساهم في تراجع التضخم، موضحًا أن ضعف القوة الشرائية وزيادة المعروض واستقرار الصناعة كانت من أبرز أسباب هذا الانخفاض، لكن الأسعار الحالية لا تزال أقل من تكلفة الإنتاج الفعلية.

وتوقع أن تشهد أسعار الدواجن توازنًا خلال موسم أعياد الميلاد مع ارتفاع الطلب بنحو 10 إلى 15%، ثم قد يرتفع سعر الدواجن والبيض في رمضان بنسبة تصل إلى 25%، وأشار إلى أن هذا الارتفاع يعتبر عودة لمستوى التعادل وليس زيادة سعرية، مؤكدًا أن قطاع البيض يشهد إنتاجًا وفيرًا ارتفع من 14 مليار إلى 16 مليار بيضة، ويتم حاليًا تصدير الفائض البالغ 2 مليار للمساهمة في تحقيق توازن سعري وإدخال عملة صعبة.