خبير سياسي يؤكد أن إغلاق المتظاهرين الإسرائيليين لطرق تل أبيب يضع نتنياهو في موقف صعب

تشهد الشوارع الإسرائيلية حالة من الغليان الشعبي غير المسبوق، حيث أغلق المتظاهرون الإسرائيليون الطرق الرئيسية في تل أبيب، بما في ذلك الطريق السريع 1 والطريق السريع 6، احتجاجًا على استمرار الحرب في غزة، ومطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

خبير سياسي يؤكد أن إغلاق المتظاهرين الإسرائيليين لطرق تل أبيب يضع نتنياهو في موقف صعب
خبير سياسي يؤكد أن إغلاق المتظاهرين الإسرائيليين لطرق تل أبيب يضع نتنياهو في موقف صعب

تأتي هذه التحركات الجماهيرية في وقت حساس، حيث يتعرض رئيس الوزراء لضغوط متزايدة من الداخل والخارج، بينما تتصاعد التحذيرات العسكرية من أن استمرار العمليات في القطاع قد يؤدي إلى نتائج كارثية.

متظاهرون إسرائيليون.

دعلي الأعور: ارتباك داخل الكابينت وإغلاق المتظاهرين الإسرائيليين طرق تل أبيب

في تصريح خاص لموقع “نبأ مصر”، أكد د. علي الأعور، الخبير السياسي الفلسطيني، أن ما يحدث في تل أبيب يعكس حالة ارتباك وتخبط غير مسبوقة داخل حكومة نتنياهو والكابينت الأمني والسياسي.

وأضاف أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير حذر الحكومة من أن أي عملية عسكرية واسعة في غزة ستكلف الجيش الإسرائيلي ثمنًا باهظًا، وستعرض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية للخطر، وقد تؤدي إلى مقتلهم.

وأوضح الأعور أن نتنياهو، رغم إدراكه لهذه المخاطر، ما زال يراهن على أن الضغط العسكري يمكن أن يعيد الأسرى، لكنه في الحقيقة يعلم أن هذا الخيار غير واقعي.

وأضاف: “اليوم، الشارع الإسرائيلي ومعه الجيش يضغطان في اتجاه مختلف، وهو ضرورة وقف الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل، وهو ما يفسر انضمام كبار الضباط والنخب العسكرية إلى المظاهرات الشعبية في تل أبيب”

دكتور علي الأعور الخبير السياسي الفلسطيني.

ترامب يدخل على الخط.. ولكن!

المثير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاد لواجهة التصريحات السياسية مؤكدًا أن الحرب في غزة ستنتهي خلال ثلاثة أسابيع، وهو ما اعتبره مراقبون مجرد تقديرات غير دقيقة.

وعلق د. الأعور على تصريحات ترامب قائلاً: “كيف يمكن لترامب أن يحدد موعدًا لانتهاء الحرب بينما لا يمتلك أي معلومات دقيقة عن واقع الميدان؟ بل إنه في الوقت نفسه يدعم نتنياهو بشكل كامل، حتى في مقترحات لم تعد حماس تقبل بها”

قصف مستشفى ناصر.. جريمة جديدة تثير الغضب

وسط هذه الاضطرابات، جاء قصف مستشفى ناصر في خان يونس ليزيد من حدة الغضب المحلي والدولي، فقد أسفر الهجوم عن مقتل 20 شخصًا، بينهم صحفيون يعملون مع وكالات عالمية مثل رويترز وأسوشيتد برس والجزيرة.

وبرر الجيش الإسرائيلي العملية بزعم استهداف كاميرا مراقبة قالت إنها تابعة لحماس، لكنه في الوقت ذاته اعترف بأن التحقيقات لا تزال أولية.

إلا أن منظمات حقوقية وصحفية دولية اعتبرت ما جرى “مجزرة بحق المدنيين”، ورأت فيه استهدافًا متعمدًا للصحافة الحرة، خصوصًا أن الضحايا شملوا مراسلين كانوا يوثقون جرائم الحرب.

قصف إسرائيلى.

الصفقة على الطاولة.. الشارع يضغط

الصحف العبرية مثل “يسرائيل هيوم” أكدت أن الحكومة الإسرائيلية تدرس مقترحًا يتضمن إعادة كل الأسرى مقابل إنهاء الحرب على غزة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يقود مفاوضات معقدة بدعم أمريكي، لا تقتصر على غزة فقط بل تشمل ملفات لبنان وسوريا أيضًا.

غير أن المعضلة تكمن في موقف نتنياهو نفسه، الذي يخشى من أن أي تنازل سياسي أو صفقة تبادل كاملة قد تضعه في مواجهة اتهامات من حلفائه اليمينيين المتطرفين الذين يرفضون أي اتفاق مع حماس.

إقرأ أيضًا..

المظاهرات في تل أبيب: مشهد غير مسبوق

منذ أيام، تزايدت مشاهد إغلاق المتظاهرين الإسرائيليين طرق تل أبيب بصورة أعاقت الحياة اليومية في العاصمة الاقتصادية.

فقد شلت حركة السير في شوارع رئيسية، ورفع المحتجون شعارات مباشرة ضد نتنياهو، مطالبين إياه بالموافقة على الصفقة فورًا لإنقاذ الأسرى.

اللافت أن هذه الاحتجاجات لم تقتصر على المدنيين، بل انضم إليها عدد من الضباط المتقاعدين وأسر الجنود الأسرى، فضلًا عن شخصيات عامة بارزة.

وأكدت هذه النخب أن استمرار الحرب يعني مزيدًا من القتلى الإسرائيليين دون أي مكاسب سياسية حقيقية.

مع من سيقف الجيش الإسرائيلي

الجيش الإسرائيلي نفسه بات في موقف صعب؛ فمن جهة يواصل عملياته العسكرية في غزة تحت ضغط الحكومة، ومن جهة أخرى يواجه غضب عائلات الجنود والأسرى، إضافة إلى مخاوف حقيقية من أن استمرار الحرب قد يهدد تماسك الجبهة الداخلية.