تحل اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 ذكرى وفاة كمال الشناوي، الفنان الكبير وأحد رموز زمن الفن الجميل، الذي غادرنا في مثل هذا اليوم عام 2011 بعد مسيرة فنية استمرت لأكثر من ستين عامًا.

من نفس التصنيف: أسرة عبد الحليم حافظ تكشف عن تفاصيل بيع منزله لملياردير مصري بمبلغ خيالي
يعتبر كمال الشناوي من أبرز نجوم السينما المصرية والعربية، حيث امتاز بالوسامة والموهبة، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن، سواء من خلال أدوار العاشق الوسيم أو الشرير القاسي أو حتى الكوميديان الخفيف الظل، ورغم رحيله قبل 14 عامًا، إلا أن أعماله لا تزال حاضرة في ذاكرة المشاهدين.
شوف كمان: اكتشفوا قصة أمل حجازي.. من عالم هندسة العمارة إلى سحر الغناء وقرار الاعتزال المفاجئ
ذكرى وفاة كمال الشناوي ومسيرته الفنية
بدأت رحلته مع الفن منذ نهاية الأربعينيات، بعد أن درس الفنون الجميلة في جامعة حلوان، وهو ما أضفى على أدائه التمثيلي لمسة فنية خاصة، أول أدواره جاءت في فيلم غني حرب عام 1947، ثم انطلق سريعًا إلى عالم النجومية، وخلال سنوات قليلة أصبح “فتى الشاشة الأول” و”دنجوان السينما”، لما تميز به من حضور طاغٍ وكاريزما جذبت الجماهير.
شارك الشناوي في أكثر من 200 عمل سينمائي، وقف خلالها أمام عمالقة الفن مثل فاتن حمامة، شادية، هند رستم، وسعاد حسني، وما ميز مسيرته أنه لم يحصر نفسه في شخصية واحدة، بل قدّم العاشق الرومانسي، ورجل الشر المركب، والإنسان البسيط، وحتى الأدوار الكوميدية، هذه القدرة على التنوع جعلت النقاد يصفونه بالممثل الذي يجيد كل الألوان.
كمال الشناوي وأفلامه الخالدة
في ذكرى وفاة كمال الشناوي، يستعيد عشاقه أهم أفلامه التي لا تُنسى، ومنها ستة أعمال تم اختيارها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، البداية كانت مع فيلم أمير الانتقام (1950) أمام أنور وجدي ومديحة يسري، مرورًا بفيلم اللص والكلاب (1962) المأخوذ عن قصة نجيب محفوظ، ثم المستحيل (1965) عن قصة د. مصطفى محمود.
كما شارك في الرجل الذي فقد ظله (1968)، وفيلم الكرنك (1975) الذي تناول فترة سياسية حساسة بمشاركة سعاد حسني ونور الشريف، وأخيرًا المذنبون (1976) الذي يُعد من أبرز أفلام السبعينيات، هذه الأعمال رسخت مكانة الشناوي كأحد أعمدة السينما المصرية.
حياة شخصية هادئة وزيجات متعددة
رغم شهرته الكبيرة ووسامته التي جعلته فتى أحلام ملايين الفتيات، عُرف كمال الشناوي بحياته الهادئة، تزوج عدة مرات، أبرزها من عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية، ثم من الراقصة هاجر حمدي التي أنجب منها ابنه محمد، قبل أن ينفصلا، وتزوج أيضًا من زيزى الدجوي، وأنجب منها ابنه علاء الذي توفي قبله، كما ارتبط سرًا بالفنانة ناهد شريف، وآخر زيجاته كانت من سيدة سورية تُدعى سمر.
وعلى الرغم من تعدد زيجاته، ظل الشناوي محتفظًا بصورة الفنان الأنيق الهادئ، الذي يفصل بين حياته الخاصة ومسيرته الفنية.
الجوائز والتكريمات
حصل كمال الشناوي على العديد من الجوائز خلال مسيرته، أبرزها الجائزة الفخرية من مهرجان المركز الكاثوليكي عام 1960، وجائزة التمثيل الممتاز من مهرجان جمعية الفيلم عام 1992، كما كرمته العديد من المهرجانات تقديرًا لمشواره الطويل وإسهاماته في إثراء السينما المصرية والعربية.
وفاة كمال الشناوي ووصيته المؤثرة
في ذكرى وفاة كمال الشناوي، لا يمكن تجاهل اللقطة الإنسانية الأقوى في حياته، وهي وصيته بأن يرحل على فراشه في منزله، فقد روى ابنه محمد في تصريحات صحفية أن والده أصيب بعدة جلطات في المخ، ورفض تمامًا الانتقال إلى المستشفى، مفضلًا أن يظل وسط أسرته، كانت وصيته الأخيرة: “أريد أن أموت على فراشي كما عرفني الجمهور، قويًا وأنيقًا، لا أريد أن يراني الناس ضعيفًا”، وهو ما تحقق بالفعل يوم الإثنين 22 أغسطس 2011، حيث رحل عن عمر يناهز 89 عامًا، هذه الوصية تركت أثرًا عاطفيًا كبيرًا لدى جمهوره، وعكست جانبًا آخر من شخصيته القوية التي اعتادت مواجهة الصعاب دون استسلام
صدمة رحيل نجله علاء
من المواقف الصعبة التي أثرت في حياة الشناوي رحيل نجله علاء قبله بأعوام قليلة، فقد توفي علاء فجأة وهو في ريعان شبابه، وهو ما شكّل ضربة قاسية لوالده لم يستطع تجاوزها بسهولة، ويرى المقربون أن صدمة فقدان ابنه كانت أحد الأسباب التي عجّلت بتدهور حالته الصحية.
تعليقات