كتبت أحلام كمال أبو قبلان: أكدت مصادر مصرية، أمس الاثنين، أن حركة حماس وافقت على المقترح الذي قدمه الوسطاء من مصر وقطر، والذي يتضمن إعادة انتشار القوات الإسرائيلية إلى مناطق قريبة من الحدود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مقال له علاقة: قطر تطالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل بعد الهجوم الإيراني على القواعد الأمريكية في أراضيها
وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة لـ”القاهرة الإخبارية”، أن المقترح يتضمن وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية لمدة 60 يومًا، يتم خلالها تبادل عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل نصف عدد المحتجزين الإسرائيليين، وتشمل عملية التبادل إطلاق 10 محتجزين أحياء، بالإضافة إلى نصف عدد الجثامين البالغ 36 جثمانًا، أي 18 جثمانًا.
كما يتضمن المقترح إعادة تموضع القوات الإسرائيلية لإتاحة المجال لدخول المساعدات بشكل واسع يلبي احتياجات القطاع، والبدء من اليوم الأول في مناقشة الموضوعات المتعلقة بالصفقة الشاملة أو الوقف الدائم للعدوان.
ولفتت المصادر إلى أن حركة حماس تعتبر المقترح “أفضل الخيارات المتاحة” لحماية سكان غزة، وبداية الطريق نحو حل شامل، وحماية المدنيين من التصعيد العسكري.
تفاوت في آراء أهل غزة
تفاوتت ردود الفعل بين أهل غزة تجاه الموقف الجديد لحماس؛ إذ رأى بعض المواطنين أن القرار جاء مناسبًا وفي توقيته، بينما اعتبر آخرون أنه تأخر كثيرًا بعد حجم الدمار والخسائر البشرية الكبيرة.
وقال أحد المواطنين: “سواء كان الرد نعم أو لا، لم يعد يجدي نفعًا بعدما وقع من دمار وخراب وكثرة الشهداء والمصابين، فقد تأخر الوقت”
في المقابل، عبّر مواطن آخر عن ارتياحه قائلاً: “نحن في غزة معلقون بقشة، وأي خطوة في مصلحة المواطن الفلسطيني نوافق عليها”، وأضاف: “نحمد الله على هذا الموقف رغم تأخره”
مقال مقترح: الحرس الثوري الإيراني يعلن عن استهدافه لمقر الموساد في تل أبيب
إشادة بمصر والدول العربية من أهل غزة
وجّه مواطنون فلسطينيون الشكر لمصر، قيادةً وشعبًا، على مواقفها الثابتة وجهودها المتواصلة لوقف العدوان والإبادة على القطاع، وأكدوا أن الدور المصري، إلى جانب التحركات القطرية والأردنية والسعودية، ساهم في إبقاء القضية الفلسطينية على جدول أولويات المجتمع الدولي.
وقال أحد المواطنين: “نشكر جميع الدول العربية التي ساهمت في محاولات عديدة لإنجاح المفاوضات ووقف العدوان، ونأمل أن يقود هذا إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية وإنهاء الحرب الدائرة”
بين الإيجابية والتأخر
ورغم التباين، اعتبر البعض أن رد حماس يمثل خطوة إيجابية وسليمة، لكنه جاء متأخرًا قياسًا بالواقع المأساوي الذي يعيشه القطاع من إبادة جماعية ومجازر ومجاعة ونزوح جماعي، وقال أحد المواطنين: “أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي”
تأتي هذه التطورات في وقت يعلن فيه مسؤولون إسرائيليون عزمهم المضي في السيطرة الكاملة على القطاع، ما يزيد من الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، كما حذرت منظمات الأمم المتحدة من أن استمرار الحرب يهدد بحدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني ظروفًا مأساوية من النزوح، وانعدام الأمن الغذائي، وشح المياه والدواء.
تعليقات