اكتشف القصة الكاملة لفيديوهات بدرية طلبة وأبو باروكة مع «نبأ مصر» في مستندات حصرية

تحقيق:أحمد الحميلى

اكتشف القصة الكاملة لفيديوهات بدرية طلبة وأبو باروكة مع «نبأ مصر» في مستندات حصرية
اكتشف القصة الكاملة لفيديوهات بدرية طلبة وأبو باروكة مع «نبأ مصر» في مستندات حصرية

خلال الأيام الماضية، تصدّر اسم الفنانة بدرية طلبة مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقاطع فيديو صادمة ظهرت فيها وهي توجه السباب والاتهامات لشخصيات مختلفة، البداية كانت بظهورها في فيديو تُهاجم فيه أحد الأشخاص وتتهمه بالشذوذ الجنسي، وتصفه بعبارة “يا أبو باروكة”، الأمر الذي فجّر موجة غضب عارمة على السوشيال ميديا، ودفع كثيرين للمطالبة بوقفها عن العمل والتحقيق معها.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد ظهرت في مقطع ثانٍ وجّهت فيه إهانات مباشرة وأعلنت عن صاحب الفيديو السابق وهو السيناريست أحمد عاشور وزوجته السابقة الفنانة المعتزلة عايدة غنيم، ووصفت الأخيرة بـ”الكومبارس”، مؤكدة: “أنا اتولدت نجمة ولسه نجمة، والدور على اللي اعتزل قبل ما يبدأ”

سرعان ما ردّت عبر منشور على حسابها الشخصي قالت فيه: “اللهم لا شماتة.. مرة واحدة قالت عني كومبارس، وتدور الأيام لتصبح مصر كلها تقول عنها كومبارس، معلش يا نجمة، كله سَلَف ودَين”

استدعاء نقابي

إزاء الجدل المثار، تحركت نقابة المهن التمثيلية، برئاسة النقيب أشرف زكي، وأعلنت إيقاف بدرية طلبة عن العمل مؤقتًا، مع إحالتها للتحقيق لحين انتهاء الإجراءات، كما أصدر الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، قرارًا حاسمًا يمنع فيه جميع أعضاء النقابة من تناول القضية أو التعليق عليها، سواء بالسلب أو الإيجاب، لحين انتهاء التحقيقات بشكل كامل.

وأكد زكي في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للنقابة، أن أي حديث عن الأزمة عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي محظور منعًا باتًا، احترامًا لسير إجراءات التحقيق، والتزامًا بميثاق الشرف المهني، مشددًا على أن النقابة لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي تجاوز.

ويأتي هذا القرار عقب اجتماع مجلس إدارة النقابة، الذي انتهى إلى إحالة بدرية طلبة للتحقيق، بعد ما وصفه البيان بـ”تجاوزات صارخة” صدرت عنها، على أن يتم إعلان نتائج التحقيق والقرار النهائي في غضون أيام قليلة.

خلفية الخلاف: “براءة ريا وسكينة”

وبالعودة إلى جذور الأزمة بين بدرية طلبة وأحمد عاشور، يتضح أن الخلاف بدأ قبل أعوام عندما حصل عاشور على ترخيص رسمي لسيناريو وحوار فيلم بعنوان “براءة ريا وسكينة”، غير أنه فوجئ – بحسب روايته – بشركة “هاي موكا” للإنتاج الفني، المملوكة للكاتب مصطفى سالم زوج الفنانة، وبمشاركتها كممثلة، تعلن عن إنتاج مسرحية تحمل الإسم نفسه.

وأكد عاشور أن الشركة أعلنت بدء بروفات المسرحية، بإخراج حسام الدين صلاح، قبل أن تُعرض لاحقًا تحت اسم “ريا وسكينة تاني”، وأضاف أن القائمين على العمل نسبوا الفكرة لأنفسهم في لقاءات تلفزيونية، دون الحصول على إذن أو تصريح منه، معتبرًا ذلك انتهاكًا لحقوقه الفكرية.

الأمر دفعه إلى رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الاقتصادية لوقف عرض المسرحية، إلا أن المحكمة رفضت الدعوى، وقضت بعدم أحقيته في المطالبة بوقف العمل المسرحي.

وفوجئت الفنانة بدرية طلبة بإنشاء صفحة على مواقع التواصل تحمل اسم “بدّاره بدّاره”، نُشرت من خلالها صور مسيئة منسوبة لها جرى إعدادها بتقنية الذكاء الاصطناعي، وتضمنت – بحسب وصفها – إساءة لشرفها واعتبارها.

وعلى إثر ذلك، أقامت بدرية طلبة دعوى قضائية حملت رقم 78 لسنة 2021 جنح اقتصادية مصر الجديدة، اتهمت فيها السيناريست أحمد عاشور بالوقوف وراء الصفحة المشار إليها، معتبرة ما نُشر عليها تشهيرًا وإساءة لسمعتها، إلا أن جلسات المحاكمة أسفرت عن ثبوت عدم صلة أحمد عاشور بالصفحة أو بما يُنشر عليها، ليصدر حكم ببراءته من التهم المنسوبة إليه، الأمر الذي دفع أحمد عاشور، عقب صدور حكم براءته، إلى نشر منشور عبر حسابه قال فيه:” شكراً لأسود القانون”

أما بدرية طلبة فقد قابلت حكم براءة أحمد عاشور بالصدمة، واعتبرته صفعة قاسية في شرفها وفى تاريخها الفني.

يُذكر أن بدرية طلبة كانت قد أعلنت أكثر من مرة، وأمام الرأي العام في لقاءات تلفزيونية مختلفة، أنها ستسعى لسجن السيناريست أحمد عاشور بدعوى أنه أساء إلى شرفها وسمعتها، غير أن صدور حكم البراءة لصالحه جاء مخالفًا لتوقعاتها، الأمر الذي اعتبره مقربون سببًا في دخولها في حالة من الغضب الشديد، انعكست في مقاطع الفيديو التي ظهرت فيها لاحقًا، خاصة بعدما شعرَت – بحسب روايات – أنها تعرضت لاستفزاز من قِبل عاشور وزوجته السابقة، الفنانة المعتزلة عايدة غنيم.

وعلى الجانب الاخر تقدمت المحامية نيفين وجيه ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة ضد الفنانة بدرية طلبة بتهمة إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، متهمةً إياها بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال نشر مقاطع مصورة على تطبيق “تيك توك” تحتوي – بحسب البلاغ – على مخالفات للقانون والقيم المجتمعية، وأوضحت وجيه في بلاغها أن بدرية طلبة دأبت مؤخرًا على بث مقاطع كوميدية عبر منصات التواصل، إلا أن بعض هذه المقاطع خرج عن إطار الكوميديا المقبولة إلى استخدام ألفاظ خارجة وإيحاءات غير لائقة، وهو ما اعتبرته تجاوزًا يمس الذوق العام ويؤثر سلبًا على المراهقين والشباب.

وأضافت أن البلاغ يستند إلى أحكام قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، الذي يجرّم نشر محتوى يخل بالقيم الأسرية أو يحرض على سلوكيات تتنافى مع الآداب العامة، فضلًا عن مواد قانون العقوبات التي تعاقب على الأفعال الماسة بالحياء العام، وشددت على أن الهدف من البلاغ ليس استهداف شخص الفنانة، وإنما حماية المجتمع من المحتوى المسيء.

وعلّقت الناقدة ماجدة خيرالله على قرار نقابة المهن التمثيلية بإحالة الفنانة بدرية طلبة إلى التحقيق، بسبب ما اعتبرته النقابة إساءة منها للشعب المصري.

وهاجمت الناقدة ماجدة خيرالله الفنانة بدرية طلبة عبر حسابها على فيسبوك “الإنسان على دين خليله، ومن المتوقع أن تظهر بعض الممثلات من صديقات بدرية للدفاع عنها ومحاولة التأثير على أعضاء النقابة، لينتهي الأمر باعتذار باهت من نوعية (كنت غلطانة) مع بعض الكلمات المكررة ومحاولات استدرار التعاطف، لكن الحقيقة أن الجمهور المصري، الذي يضم أمهات فاضلات وأطباء ومدرسين ومحامين ومهندسين وعمالاً وفلاحين وناسًا كادحين في مهن شريفة، لن يحترم أي شخص ينتمي إلى الفن أو مهنة التمثيل طالما أنها تسمح بوجود شخصيات تستخدم الشتائم وتنسب نفسها إلى هذه المهنة العريقة، وتلطخها بما يُشبه العار”.

من جانبها، خرجت الإعلامية ياسمين الخطيب عبر برنامجها “مساء الياسمين” ببيان حاد، أعربت فيه عن استيائها من تصاعد الجدل الذي أثارته مقاطع الفيديو الأخيرة، ووجّهت رسالتها مباشرة إلى الفنانة بدرية طلبة قائلة:

“بدرية طلبة ارتكبت تجاوزات كبيرة في حق جمهورها.. أنصحك بالاعتذار للناس اللي بيحبوك، فالاعتذار ليس عيبًا”.

وبعد تصاعد الأزمة أصدرت الفنانة بدرية طلبة بيانًا أعربت فيه عن أسفها الشديد لما بدر منها مؤخرًا، مؤكدة احترامها الكامل لنقابة المهن التمثيلية وثقتها في عدالة التحقيق.

وقالت: “أنا تحت أمر نقابتي، لأنني بالفعل أخطأت حين انسقت وراء قلة لا تمثل الشعب المصري، ومنحتهم فرصة لاستغلال فيديوهاتي واقتطاعها واستخدامها ضدي”

وأوضحت طلبة أنها سعت لتقديم اعتذار صادق لجمهورها الذي تقدّره وتكنّ له كل الاحترام، لكنها – على حد قولها – وقعت في خطأ آخر حين خرج الاعتذار في حالة من العصبية بسبب ما وصفته بـ”الاستفزاز المستمر من البعض”.

وأضافت: “كان لازم أكون أهدى من كده، وأكيد اللي بيحبوني حيلتمسوا لي العذر”

وشددت على أن جمهورها هو الداعم الحقيقي لنجاحها، مؤكدة أنها لم ولن توجه له أي إساءة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن المقاطع المتداولة مجتزأة، بينما النسخ الكاملة متوافرة عبر صفحتها الرسمية.

واختتمت بدرية طلبة بيانها بالتأكيد على ترحيبها بالمثول للتحقيق داخل النقابة، معتبرة إياه فرصة لعرض الحقيقة كاملة بعيدًا عن التوتر ومحاولات الاستفزاز.

ويرى مراقبون أن هذه القضية تأتي ضمن موجة من التشديد على المحتوى الإلكتروني الذي يقدمه الفنانون والمشاهير، في ظل تزايد البلاغات ضد ما يعتبره مقدموها تجاوزًا للحدود الأخلاقية، وقد شهدت المحاكم المصرية خلال الأشهر الماضية قضايا مشابهة، انتهى بعضها بالإحالة للمحاكمة، بينما تم حفظ البعض الآخر لعدم كفاية الأدلة، ومن المقرر أن تبدأ النيابة العامة فحص البلاغ خلال الأيام المقبلة، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.