خيم الحزن على الوسط الفني بعد وفاة تيمور تيمور، مدير التصوير والفنان الذي فارق الحياة بشكل مأساوي غرقًا في أحد شواطئ الساحل الشمالي خلال محاولته إنقاذ ابنه، وجاءت الحادثة المفاجئة لتصدم زملاءه ومحبيه، خصوصًا أن تيمور كان حاضرًا بقوة في الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة، وشارك في أعمال بارزة آخرها تصوير الجزء الثاني من مسلسل «جودر» مع النجم ياسر جلال في رمضان 2025.
رحيل تيمور لم يكن مجرد خبر حزين، بل فتح بابًا واسعًا للنقاش حول خطورة السباحة هذا العام، خصوصًا بعد التحذيرات المتكررة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية بشأن ارتفاع الأمواج واضطراب حالة البحر في أكثر من منطقة.
وقع الحادث الأليم أثناء تواجد تيمور تيمور مع أسرته على أحد الشواطئ، حيث تعرض ابنه لخطر الغرق، ولم يتردد لحظة في الاندفاع لإنقاذه، ونجح بالفعل في مساعدته على النجاة، لكنه لم يستطع أن يخرج بنفسه من الموج، فاختفى تحت المياه وسط محاولات عاجلة من المتواجدين لإنقاذه، إلا أن القدر كان أسرع.
القصة المؤثرة جعلت كثيرين يرون في تيمور صورة الأب المضحي الذي قدّم حياته هدية لابنه، وما زاد من الحزن أن هذه الواقعة تأتي في وقت تتكرر فيه حوادث الغرق خلال الصيف الحالي، وسط تحذيرات الأرصاد من النزول إلى البحر في أوقات اضطراب الأمواج.
بدأ الراحل رحلته مع الفن بعد الثانوية العامة، حيث شجّعته معلمة على التمثيل بعد ما رأته يؤدي عرضًا في حفل مدرسي، حاول دخول قسم التمثيل بمعهد السينما لكنه لم يُوفق، فالتحق بقسم التصوير السينمائي، وهناك برزت موهبته في إدارة الكاميرا والإضاءة.
من أبرز محطاته مشاركته في فيلم «الحاسة السابعة» ومسلسل «شباب أون لاين»، بجانب ظهوره في «بعد الموقعة» الذي عُرض في مهرجان كان، كما برع في التمثيل من خلال مسلسل «الجامعة»، وجسد شخصية مدمن بشكل لافت للأنظار.
أعماله الأخيرة تضمنت مسلسل «رسالة الإمام» مع خالد النبوي، بينما كانت ذروة مشاريعه الفنية هذا العام تصوير الجزء الثاني من مسلسل «جودر»، وقد عبّر في لقاء سابق عن شعوره بالمسؤولية تجاه العمل لأنه مستوحى من قصص «ألف ليلة وليلة»، مؤكدًا أنه بذل قصارى جهده لتقديم صورة بصرية مبهرة.
تدفقت رسائل الحزن والدعاء عبر حسابات الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي فور إعلان وفاة تيمور تيمور.
كتب الفنان حسام داغر: «أب ينقذ ابنه ويغرق هو.. وجعت قلبي يا تيمور، ربنا يرحمك ويجعل مثواك الجنة»، بينما قال عمرو محمود ياسين: «تيمور ضرب أروع مثال عن علاقة الأب بابنه، فقد حياته ليبقى ابنه حيًا، رحم الله هذا الفنان الطيب الخلوق»، هذه الكلمات عكست مدى مكانة الراحل في قلوب زملائه، ليس فقط كمدير تصوير موهوب، بل كإنسان صاحب أخلاق رفيعة وسمعة طيبة
تزامن خبر رحيل تيمور مع توقف مفاجئ لتصوير فيلم «طلقني» بطولة كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني، وهو ما دفع البعض إلى الربط بين الحدثين، المنتج أحمد فرغلي خرج بتصريحات أكد فيها أن التوقف جاء لأسباب إنتاجية بحتة تتعلق بترتيبات العمل، ولا علاقة له بأي خلافات أو بوفاة تيمور، موضحًا أن الفيلم مستمر ولن يتم إلغاؤه.
ورغم هذه التوضيحات، ظل الجمهور يربط بين الحادثتين، خصوصًا أن غياب تيمور يلقي بظلاله على العديد من الأعمال التي كان يشارك فيها سواء كمصور أو كممثل.
حادثة غرق تيمور تيمور أعادت للأذهان تحذيرات التي شددت خلال الفترة الماضية على خطورة السباحة في البحر المتوسط والبحر الأحمر خلال فترات معينة، نظرًا لارتفاع الأمواج والتيارات الهوائية القوية، الأرصاد أكدت أن عام 2025 يشهد تغيرات مناخية واضحة، جعلت البحر غير آمن في أوقات عديدة حتى على الشواطئ السياحية الشهيرة، داعية الأسر إلى توخي الحذر وعدم النزول إلى المياه وقت التحذيرات الرسمية.
هذه التحذيرات لم تعد مجرد بيانات روتينية، بل باتت مرتبطة بقصص إنسانية مؤلمة مثل قصة تيمور، الذي فقد حياته أثناء محاولته إنقاذ ابنه.
برحيل تيمور تيمور، خسر الوسط الفني واحدًا من الوجوه الشابة الموهوبة التي جمعت بين التمثيل وإدارة الكاميرا، ترك بصمة في الأعمال التي شارك فيها، وارتبط اسمه بالإبداع البصري الذي لفت الأنظار في عدة أعمال درامية وسينمائية.