تأسست الشركة عام 1998، لتبدأ رحلة مليئة بالمشاريع الضخمة التي جعلتها واحدة من الأسماء اللامعة في السوق العقاري المصري، حيث قدمت مشاريع مميزة في مواقع استراتيجية، مثل البوسكو وفينشي بالعاصمة الإدارية الجديدة، والبوسكو سيتي في مدينة المستقبل، بالإضافة إلى منتجعات ساحرة مثل سولاري في الساحل الشمالي، وموسى كوست في رأس سدر، ولم تكن هذه المشاريع مجرد مبانٍ، بل كانت وعودًا بجودة الحياة والاستثمار الآمن، ما جذب آلاف العملاء الباحثين عن فرص عقارية واعدة.
لكن، خلف الواجهة اللامعة، تكمن حقيقة مريرة يرويها العديد من العملاء، حيث تملأ الشكاوى المتزايدة صفحات الإنترنت وتصل إلى ساحات القضاء، متهمة الشركة بالتأخر في تسليم الوحدات السكنية والتجارية، مما يحول أحلام العملاء إلى كوابيس من الانتظار، والأدهى من ذلك، أن بعض الوحدات التي يتم تسليمها لا تتطابق مع المواصفات المتفق عليها في العقود، مما يثير غضب العملاء ويضع مصداقية الشركة على المحك.
الأوضاع لم تتوقف عند التأخير وعدم المطابقة، بل إن الفضاء الرقمي يشتعل بالغضب، خاصة في مجموعات مثل “متضرري شركة مصر إيطاليا”، حيث يتهم أكثر من 150 شخصًا الشركة بالنصب عليهم في مشروع مول جاردن 8، على حد زعمهم، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تداولت أنباء صادمة عن هروب الرئيس التنفيذي للشركة، محمد هاني العسال، خارج البلاد، مما يلقي بظلال ثقيلة من الشك حول مستقبل الشركة ويزيد من قلق العملاء والمستثمرين.
الأزمة تتجاوز حدود العملاء، لتصل إلى الجهات الحكومية، حيث ترددت أنباء عن تحركات من مصلحة الضرائب ضد الشركة بسبب مشكلات في مشروع “موسى كوست”، مع تداول معلومات حول تهرب ضريبي محتمل بقيمة 2 مليار جنيه، هذه الأنباء، بالإضافة إلى أخبار عن توقف نشاط صندوق استثمار تابع للشركة، ترسم صورة مقلقة عن وضع الشركة المالي، وتطرح تساؤلات جدية حول قدرتها على الوفاء بالتزاماتها الضخمة تجاه عملائها والدولة.
أفادت إحدى العميلات، وتدعى أمنية نجيب في تعليق لها عبر جروب يحمل اسم “متضرري شركة مصر إيطاليا” بموقع “فيسبوك”، بأنها كان من المفترض أن تتسلم فيلتها منذ العام الماضي، إلا أن الواقع كان صادمًا؛ فالمكان المخصص لوحدتها السكنية لا يزال أرضًا صحراوية خالية، مما يثير تساؤلات حول جدية التزام الشركة بتعهداتها في مواعيد التسليم.
وكشفت أسماء مختار، عن قصة صادمة تؤكد اتهامات النصب التي تطارد الشركة، حيث قالت إنها و700 مالك آخرين وقعوا ضحية لعملية خداع كبيرة، وأوضحت أسماء، أن الشركة باعت لهم وحدات في مشروع “كريستال لاجونز”، وبعد التزامهم بدفع الأقساط لمدة 8 سنوات، اكتشفوا أن المشروع غير موجود وأن الشركة تنازلت عن الأرض منذ 4 سنوات، والمأساة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد قامت الشركة بتسجيل أسمائهم في ضرائب الثروة العقارية كمالكين يؤجرون شاليهاتهم، رغم أنهم لم يستلموا أي شيء منذ عام 2021.