شهد سعر جرام الذهب في 15 أغسطس 2025 حالة من الاستقرار مع بداية التعاملات داخل محلات الصاغة في مصر، حيث يتابع المواطنون والمستثمرون حركة المعدن النفيس في السوق المحلي والعالمي بشغف.
جاء هذا الاستقرار بعد تراجع ملحوظ في الأسعار خلال الأيام الماضية، مما جعل المتعاملين في حالة ترقب لأي تغييرات جديدة قد تطرأ في ظل الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.
مع بدء تداولات اليوم الثلاثاء 15 أغسطس، استقر سعر الذهب في محلات الصاغة دون تغيير ملحوظ عن مستويات الأمس، حيث سجل عيار 21 – الأكثر تداولًا بين أعيرة الذهب في مصر – نحو 4555 جنيهًا للبيع و4580 جنيهًا للشراء.
كما سجل سعر عيار 24 عند مستوى 5205 جنيهات للبيع و5234 جنيهًا للشراء، بينما سجل عيار 18 نحو 3904 جنيهات للبيع و3925 جنيهًا للشراء، وبلغ سعر عيار 14 نحو 3036 جنيهًا للبيع و3053 جنيهًا للشراء.
أما بالنسبة لسعر الجنيه الذهب، فقد وصل إلى نحو 36.44 ألف جنيه للبيع و36.64 ألف جنيه للشراء، بينما بلغ سعر أوقية الذهب نحو 3353 دولارًا للبيع و3354 دولارًا للشراء.
مشغولات ذهبية.
على الرغم من استقرار الأسعار اليوم، إلا أن الأيام القليلة الماضية شهدت تراجعًا واضحًا في المعدن الأصفر داخل الأسواق المصرية، فقد هبطت الأسعار بما يقارب 40 جنيهًا في الجرام الواحد منذ بداية الأسبوع، مما أثر على حركة الشراء والبيع لدى المستهلكين.
جاء هذا الانخفاض نتيجة ضغوط من تحركات الذهب في الأسواق العالمية، إلى جانب حالة من الترقب لدى التجار والمستثمرين قبل صدور بيانات اقتصادية مهمة من الولايات المتحدة، والتي كان من المتوقع أن تؤثر بشكل مباشر على قرارات الفائدة.
على الصعيد العالمي، شهدت أسعار الذهب أمس ارتفاعًا طفيفًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 3355.58 دولارًا للأونصة، مدعومة بتراجع الدولار الأميركي وانخفاض العائد على سندات الخزانة الأميركية.
هذا الارتفاع جاء في ظل بيانات التضخم الأميركية الضعيفة، والتي عززت توقعات المستثمرين بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، كما أن ضعف بيانات الوظائف غير الزراعية في يوليو دعم هذه التوقعات، مما زاد من الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
مشغولات ذهبية.
يتوقع محللون أن تستمر أسعار الذهب في التماسك خلال الفترة القادمة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتمثلة في ترقب اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، لمناقشة تطورات الحرب في أوكرانيا.
ويرى خبراء السوق أن أي تصعيد أو تطورات غير متوقعة في هذا الملف قد تدفع الذهب إلى مستويات أعلى، وربما يتجاوز حاجز 3400 دولار للأونصة إذا تم كسر المقاومة الحالية.
قال نيكوس تزابوراس، كبير محللي السوق في Tradu.com، إن الذهب يستفيد حاليًا من التوقعات المتزايدة بخفض الفائدة في سبتمبر، إلى جانب الضعف في بيانات الاقتصاد الأميركي، وأشار إلى أن المستثمرين يتجهون نحو الأصول الآمنة مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق.
من جانبه، أوضح فؤاد رزاق زادة، محلل السوق في سيتي إندكس وفوركس.كوم، أن الاتجاه الإيجابي للذهب على المدى الطويل لا يزال قائمًا، لكنه حذر من أن الأشهر المتبقية من العام قد تشهد تماسكًا أو تصحيحًا للأسعار في ظل قوة أسواق الأسهم.
مشغولات ذهبية.
بالنسبة للمستهلكين في مصر، فإن استقرار سعر جرام الذهب 15 أغسطس يعد فرصة جيدة للشراء بالنسبة للراغبين في الاستثمار أو اقتناء المشغولات الذهبية قبل أي ارتفاعات محتملة، ومع ذلك، يظل الحذر قائمًا لدى بعض المشترين الذين ينتظرون تراجعًا أكبر للأسعار قبل الإقدام على الشراء.
أكد تجار الصاغة أن حركة البيع والشراء لا تزال محدودة نسبيًا، خاصة مع استمرار حالة التذبذب في الأسعار، مما يجعل الكثيرين يفضلون الانتظار لمراقبة السوق.
بمقارنة الأسعار الحالية بأسعار الأشهر الماضية، نلاحظ أن المعدن النفيس شهد ارتفاعات قياسية في فترات سابقة، متأثرًا بالأوضاع العالمية المضطربة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، إلا أن الأسابيع الأخيرة حملت بعض التراجعات الطفيفة التي أعادت الأسعار إلى مستويات أقرب للمتوسط السنوي.
لم يقتصر الارتفاع العالمي على الذهب فقط، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى مكاسب أيضًا، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 1.6% إلى 38.50 دولارًا للأونصة، وزاد البلاتين بنسبة 0.3% إلى 1339.75 دولارًا، وصعد البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 1135.23 دولارًا.
تعكس هذه التحركات حالة الإقبال على الأصول الملموسة في ظل التقلبات الاقتصادية، وهو ما يربطه الخبراء برغبة المستثمرين في التحوط من المخاطر المحتملة.