رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين يؤكد أن مشروع إسرائيل الكبرى يعد عدوانًا شاملاً ويستدعي تحركًا عربيًا ودوليًا سريعًا
حذر صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” من خطورة التصريحات الصادرة عن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير ماليته المتطرف بتسلئيل سموتريتش بشأن ما يسمى بمشروع إسرائيل الكبرى.

مواضيع مشابهة: الاحتلال يشن هجمات متتالية على الضاحية الجنوبية لبيروت في تصعيد جديد للأوضاع
تداعيات تصريحات نتنياهو حول إسرائيل الكبرى
اعتبر عبد العاطي أن تصريحات نتنياهو تمثل إعلانًا رسميًا عن نوايا استعمارية توسعية وعدوانية تستهدف إعادة احتلال قطاع غزة وضم الضفة الغربية وتهويد القدس في إطار مخطط صهيوني إحلالي شامل.
أكد رئيس الهيئة أن هذه التصريحات ليست مجرد مواقف فردية أو عبارات عابرة بل تجسيد فعلي لسياسات يجري تنفيذها على الأرض ما يجعلها بمثابة مشروع عدوان صريح يستهدف الشعب الفلسطيني أولًا والدول العربية المجاورة ثانيًا وفي مقدمتها مصر والأردن ولبنان وسوريا والعراق والسعودية.
اعتبر عبد العاطي أن ما يحدث هو امتداد لحرب إبادة جماعية مستمرة منذ ما يقرب من عامين ضد قطاع غزة تهدف إلى تحويله إلى منطقة منكوبة غير صالحة للحياة تمهيدًا لإعادة فرض الحكم العسكري والاستيطان فيه وفي الضفة الغربية تتواصل عمليات الضم والتهويد والمصادرة وسط تسارع غير مسبوق في توسيع المستوطنات وتحويل المدن الفلسطينية إلى معازل محاصرة.
أشار إلى أن هذه السياسات تترافق مع محاولات عدوانية لاستهداف دول الجوار من خلال خلق واقع إقليمي جديد يخدم الأجندة التوسعية لحكومة الاحتلال ويُكرّس ما يُعرف بمشروع “إسرائيل الكبرى” بدعم أمريكي كامل وبالاستفادة من حالة العجز الدولي والتقاعس الأممي.
أكد عبد العاطي أن ما تقوم به حكومة الاحتلال يُعد انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة وكافة الاتفاقيات الدولية ويصنف كجرائم حرب وجرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة المسؤولين عنها أمام المحكمة الجنائية الدولية والقضاء الوطني في الدول الموقعة على اتفاقية روما.
حذّر من أن الاكتفاء بسياسات الشجب والإدانة أثبت عدم جدواه داعيًا إلى تحرك فوري على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية من أجل وقف العدوان وحماية الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
في هذا السياق شدد رئيس “حشد” على أهمية الدور المصري في هذه المرحلة الحساسة واصفًا مصر بالشقيق الأكبر والدولة القائدة في مواجهة هذا المشروع الاستيطاني الخطير خاصة في ظل التهديد المباشر الذي يطال حدودها وأمنها القومي.
من نفس التصنيف: سلوفينيا تمنع استيراد البضائع من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية بسبب الأوضاع الإنسانية في غزة
أشار إلى ضرورة دعم المقاربة المصرية الجديدة الرامية إلى وقف حرب الإبادة في غزة وإعادة إعمار القطاع وتثبيت السكان الفلسطينيين في أرضهم بما يضمن إفشال مخططات الاحتلال التهجيرية.
دعا عبد العاطي إلى تنسيق الجهود مع مصر لقيادة تحرك عربي فاعل على المستويين الرسمي والشعبي يستهدف فضح سياسات الاحتلال وتعبئة المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل وقطع العلاقات معها وحظر توريد السلاح لها والضغط من أجل تفعيل آليات الحماية الدولية للفلسطينيين بما في ذلك إرسال قوة مراقبة دولية وتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة بسبب انتهاكها الصارخ لميثاق المنظمة الدولية.
هل اقتربت إسرائيل من تنفيذ خطتها؟
أوضح أن مواجهة مشروع إسرائيل الكبرى تتطلب وحدة وطنية فلسطينية عاجلة وتوافقًا سياسيًا داخليًا يعيد ترتيب البيت الفلسطيني على أسس نضالية ويعزز الموقف العربي في المحافل الدولية إلى جانب تحرك دبلوماسي وشعبي عالمي واسع يُفشل مشروع التهجير والاستيطان ويُحبط المخطط الإسرائيلي الأمريكي لإعادة تشكيل المنطقة على أسس تخدم المصالح الاستعمارية وتلغي الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
أكد أن ما يجري لا يهدد فقط القضية الفلسطينية بل يمثل تهديدًا صريحًا للأمن القومي العربي والسلام الإقليمي والدولي مشددًا على أن التهاون مع هذه السياسات سيكلف المنطقة ثمنًا باهظًا.
شدّد على أن الوقت قد حان لتحرك حقيقي ومؤثر يعيد الاعتبار للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ويضع حدًا لعقود من الاحتلال والعدوان والجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
تعليقات