يُعتبر الركود انكماشًا كبيرًا في النشاط الاقتصادي يستمر لعدة أشهر، ويظهر تأثيره في جوانب متعددة من الاقتصاد مثل الناتج المحلي الإجمالي، والدخل الحقيقي، والتوظيف، والإنتاج الصناعي، ومبيعات التجزئة.

مقال مقترح: سعر اليورو مقابل الجنيه المصري اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 يشهد ارتفاعًا جديدًا في البنوك
عادةً ما يُحدد الركود بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتاليين، وغالبًا ما يُعتبر جزءًا من الدورة الاقتصادية الطبيعية، حيث يمر الاقتصاد بفترات من النمو والانكماش.
أسباب الركود.. من الفقاعات إلى الأزمات المالية
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الركود الاقتصادي، ومن أبرزها انفجار الفقاعات الاقتصادية، مثل الفقاعة العقارية التي سبقت الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
مواضيع مشابهة: احصل على رابط شراء أسطوانات الغاز من شركة البريقة في ليبيا لعام 2025 بطريقة سهلة ومباشرة
عندما ترتفع أسعار الأصول بشكل غير مستدام، فإنها تنهار فجأة، مما يؤدي إلى خسائر هائلة للأفراد والمؤسسات المالية، ويُقيد الائتمان، مما يُعيق الاستثمار والإنفاق.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الأزمات المالية سببًا في الركود، حيث تؤدي إلى انهيار الثقة في النظام المصرفي، مما يجعل البنوك تتوقف عن الإقراض، وهذا بدوره يُوقف عجلة الاقتصاد.
كما يمكن أن تؤدي الصدمات الخارجية، مثل ارتفاع أسعار النفط المفاجئ أو الأحداث الجيوسياسية، إلى الركود من خلال تعطيل سلاسل الإمداد وزيادة التكاليف على الشركات والمستهلكين.
علامات الركود وكيفية التعرف على الأزمة قبل الحدوث
عندما يحدث الركود الاقتصادي، تظهر عدة علامات تُنذر به، ومن أبرز هذه العلامات ارتفاع معدلات البطالة، حيث تبدأ الشركات في تسريح العمال لخفض التكاليف نتيجة انخفاض الطلب على منتجاتها وخدماتها.
يمكن ملاحظة تراجع في الإنفاق الاستهلاكي، حيث يميل الأفراد إلى توفير أموالهم والحد من المشتريات غير الضرورية في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.
بالإضافة إلى ذلك، قد تشهد أسواق الأسهم انخفاضًا كبيرًا، حيث يفقد المستثمرون ثقتهم في أداء الشركات.
ومن العلامات الأخرى انخفاض الإنتاج الصناعي وانكماش الناتج المحلي الإجمالي.
الخروج من النفق المظلم.. واستراتيجيات التعافي
لمواجهة الركود، تتخذ الحكومات والبنوك المركزية مجموعة من الإجراءات.
تلعب السياسات النقدية، التي تُديرها البنوك المركزية، دورًا حاسمًا، حيث تتضمن خفض أسعار الفائدة لتشجيع الاقتراض والاستثمار والإنفاق.
يمكن للبنوك المركزية أيضًا استخدام سياسات التيسير الكمي، والتي تشمل شراء السندات الحكومية والأصول المالية الأخرى لضخ الأموال في النظام المصرفي.
أما السياسات المالية، التي تُنفذها الحكومات، فتتضمن زيادة الإنفاق الحكومي على البنية التحتية والمشاريع العامة لتعزيز الطلب وخلق فرص عمل.
يمكن أن تشمل هذه السياسات أيضًا تخفيض الضرائب على الأفراد والشركات لزيادة الدخل المتاح للإنفاق والاستثمار.
يهدف هذا المزيج من السياسات النقدية والمالية إلى تحفيز الاقتصاد واستعادة الثقة للخروج من حالة الركود.
تعليقات