تتوالى الإدانات العربية بشكل واسع تجاه تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أشار فيها إلى ما يُعرف بـ «إسرائيل الكبرى»، حيث عبّرت مصر والأردن وجامعة الدول العربية والدول العربية الأخرى عن رفضها القاطع لهذه التصريحات «الاستفزازية» التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتكشف عن نوايا توسعية تمس جوهر استقرار الشرق الأوسط وتنتهك القانون الدولي.
وتعكس الإدانات خطورة ما يُعرف بـ «إسرائيل الكبرى»، وهو تصور أيديولوجي صهيوني يسعى لإقامة دولة إسرائيلية تمتد جغرافيًا من نهر النيل إلى نهر الفرات، مما يعني ضم أراضٍ من دول عربية مثل مصر والأردن وسوريا والعراق، وتعتبر هذه الرؤية واحدة من أكثر الأفكار تطرفًا في الفكر الصهيوني، وقد تم رفضها دوليًا وعربيًا منذ عقود، وهو ما يفسر الغضب الواسع الذي أعقب تصريحات نتنياهو الأخيرة، حيث اعتُبرت بمثابة إعادة إحياء لهذا المشروع الذي يهدد الأمن الإقليمي بشكل مباشر.
أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا رسميًا تؤكد فيه إدانتها لما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول ما يسمى بـ «إسرائيل الكبرى»، ووصفت ذلك بأنه توجه يثير عدم الاستقرار ويتعارض مع تطلعات السلام في المنطقة.
وشدد البيان على أنه لا سبيل لتحقيق السلام إلا بإنهاء الحرب على غزة والعودة إلى المفاوضات، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن اقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية ذات سيادة، تمهيدًا لإقامة ما أسماه «إسرائيل الكبرى».
وأكدت الأمانة أن هذه التصريحات تمثل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي العربي الجماعي، وتحديًا سافرًا للقانون الدولي ومبادئ الشريعة الدولية، كما أنها تعكس نوايا توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها.
أدانت دولة قطر، في بيان رسمي لوزارة خارجيتها، تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي حول ما يسمى بـ «إسرائيل الكبرى»، واعتبرتها امتدادًا لنهج الاحتلال القائم على الغطرسة، وتأجيج الأزمات والصراعات، والتعدي السافر على سيادة الدول والقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وقرارات الشرعية الدولية.
وأكد البيان أن هذه التصريحات التحريضية العبثية لن تنتقص من الحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية، داعيًا المجتمع الدولي إلى التضامن لمواجهة هذه الاستفزازات التي تعرض المنطقة لمزيد من العنف والفوضى.
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بأشد العبارات، تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى»، معتبرة أنها اعتراف إسرائيلي رسمي بنوايا حكومة الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع فلسطين التاريخية وضمها بالكامل.
وأكدت الوزارة أن هذه التصريحات تمثل «ضربًا لأمن واستقرار الدول العربية وتهديدًا للأمن القومي العربي»، محذرة من أن أولى نتائج هذه الدعوات الاستفزازية تتمثل في محاولة تصفية حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها الحق في إقامة دولته المستقلة على الأرض.
أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات لتصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما يسمى بـ «رؤية إسرائيل الكبرى»، مؤكدة رفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال.
كما شددت المملكة على الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، محذرة المجتمع الدولي من «إمعان الاحتلال الإسرائيلي في الانتهاكات الصارخة التي تقوض أسس الشرعية الدولية وتهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي».
أدانت سلطنة عمان بأشد العبارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول ما يسمى بـ «إسرائيل الكبرى»، مؤكدة رفضها القاطع لمخططاته التوسعية غير الشرعية التي «تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي، وتتعدى على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة».
وشددت الخارجية العمانية على أن هذه الطروحات تمثل «تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المنطقة»، داعية إلى احترام السيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول، ومؤكدة دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن اقتطاع أجزاء من دول عربية، واصفًا إياها «انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي»، واعتداء سافر على سيادة الدول ووحدة أراضيها.
وأكد البديوي أن هذه التصريحات تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لوقف هذه التصريحات والمخططات الاستفزازية.
جدير بالذكر أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في مقابلة مع قناة «آي 24»، إنه يشعر بأنه في «مهمة تاريخية وروحية» وأنه «مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى».
وتشمل إسرائيل الكبرى وفق مزاعم إسرائيلية مناطق تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وجزءًا من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.
واستخدمت عبارة «إسرائيل الكبرى» بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان.
وحين سُئل نتنياهو خلال المقابلة عما إذا كان يشعر بأنه «في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي» أجاب بأنه «في مهمة أجيال»، مضيفًا: «لذلك إذا كنت تسألني عما إذا كان لدي شعور بالمهمة تاريخيًا وروحيًا، فالجواب هو نعم»
كما أن عبارة «إسرائيل الكبرى» استخدمها أيضًا بعض الإسرائيليين الأوائل للإشارة إلى إسرائيل الحالية وغزة والضفة الغربية والأردن حاليًا.