شهدت أسعار النفط العالمية يوم الثلاثاء الماضي ارتفاعًا طفيفًا، وذلك في ظل تطورات إيجابية بشأن الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، حيث تم الإعلان عن تمديد الهدنة الجمركية حتى 10 نوفمبر المقبل.

شوف كمان: سعر جرام الذهب في المغرب اليوم وتأثير التوتر بين إسرائيل وإيران على الأسواق المالية
هذا القرار ساهم في تخفيف حدة التوترات التجارية، مما أدى إلى تجنب شبح تراجع الطلب العالمي على الوقود، وانعكس ذلك على الأسواق بزيادة الثقة لدى المستثمرين.
تأثر سعر النفط بالرسوم الجمركية.. تفاصيل حركة الأسعار
وفقًا لبيانات التداول، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 14 سنتًا، أي ما يعادل 0.2%، لتسجل 66.77 دولارًا للبرميل.
كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 8 سنتات، بنسبة 0.1%، لتصل إلى 64.04 دولارًا.
تأتي هذه المكاسب بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تمديد هدنة مع بكين، في خطوة تهدف لتفادي فرض رسوم مرتفعة على السلع الصينية، خاصة مع اقتراب موسم التسوق الحيوي لنهاية العام في الولايات المتحدة.
الأثر المباشر للرسوم الجمركية على أسعار النفط
أكد خبراء الأسواق أن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مسار الطلب العالمي على الطاقة.
شوف كمان: أسعار السبائك في مصر اليوم 2 يوليو 2025.. تعرف على سعر سبيكة 50 جرام بالتفصيل
فالرسوم الجمركية المرتفعة تؤدي إلى تباطؤ النشاط الصناعي، مما يؤدي بدوره إلى تراجع استهلاك النفط.
وعلى النقيض، فإن تخفيف هذه الرسوم أو تجميدها ينعكس إيجابًا على توقعات الطلب، ويدفع الأسعار نحو الارتفاع.
وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي الأسواق في شركة فيليب نوفا للوساطة، إن قرار التمديد “أعاد الثقة للأسواق، وأعطى إشارة بأن الطرفين يسعيان لتجنب مواجهة اقتصادية شاملة قد تضر بالجميع”.
وأضافت أن الأسواق استفادت أيضًا من بيانات أمريكية أظهرت ضعف سوق العمل، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، وهو ما من شأنه تحفيز النشاط الاقتصادي ودعم استهلاك الطاقة.
ترقب بيانات التضخم والسياسة النقدية الأمريكية
يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية لاحقًا اليوم، والتي ستؤثر على مسار السياسة النقدية في الفترة المقبلة.
ويشير محللون إلى أن خفض الفائدة غالبًا ما يدعم أسعار السلع الأساسية، ومنها النفط، لأنه يحفز الإنفاق ويعزز حركة التجارة العالمية.
وفي حال جاءت البيانات متوافقة مع التوقعات بانخفاض التضخم، فقد نشهد موجة صعود جديدة في الأسعار.
تأثير الملفات الجيوسياسية
إلى جانب ملف الرسوم الجمركية، تراقب الأسواق عن كثب القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي ستعقد الجمعة المقبلة في ألاسكا، لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويعتبر أي تقارب أمريكي-روسي قد يغير ملامح سوق النفط، خاصة فيما يتعلق بالإمدادات الروسية التي تخضع لعقوبات غربية صارمة منذ اندلاع الصراع.
دانييل هاينز، كبير محللي السلع في بنك إيه إن زد، أوضح أن أي اتفاق سلام بين موسكو وكييف “سينهي أحد أكبر المخاطر التي تهدد استقرار الإمدادات في السوق منذ سنوات”.
وأضاف أن تراجع احتمالات فرض عقوبات إضافية على المشترين الرئيسيين للخام الروسي، مثل الصين والهند، ساهم في تهدئة الأسواق.
موقف الصين والهند من واردات النفط الروسي
كانت الولايات المتحدة قد منحت موسكو مهلة للتوصل إلى اتفاق سلام، ملوحة بفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي، إلا أن تراجع حدة اللهجة الأمريكية مؤخرًا مع اقتراب القمة، ساعد في تهدئة المخاوف من نقص الإمدادات، وهو ما انعكس بدوره على الأسعار.
الهند، التي تعد ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، واصلت استيراد الخام الروسي بأسعار مخفضة، معتبرة أن هذه الواردات ضرورية لتلبية احتياجاتها المتزايدة.
أما الصين، فقد واصلت شراء الخام الروسي كجزء من استراتيجيتها لتأمين مصادر طاقة مستقرة، رغم الضغوط الأمريكية.
قراءة اقتصادية شاملة
تؤكد التطورات الأخيرة أن أسواق النفط لم تعد تتأثر فقط بعوامل العرض والطلب التقليدية، مثل الإنتاج والمخزونات، بل باتت رهينة الملفات السياسية والتجارية الدولية.
فالرسوم الجمركية، التي تبدو للوهلة الأولى قضية صناعية بحتة، تملك تأثيرًا مباشرًا على حركة أسعار النفط، لأنها تحدد مستوى النشاط الاقتصادي العالمي، وبالتالي الطلب على الطاقة.
تعليقات