الرابحون والخاسرون في الحرب التجارية العالمية بسبب رسوم ترامب

بدأت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي ترامب على أكثر من 90 دولة في التأثير، مما أعاد تشكيل خريطة التجارة العالمية، فهل تساءلت يومًا من هم الرابحون والخاسرون من هذه الرسوم؟

الرابحون والخاسرون في الحرب التجارية العالمية بسبب رسوم ترامب
الرابحون والخاسرون في الحرب التجارية العالمية بسبب رسوم ترامب

تعتبر هذه الإجراءات التي يصفها ترامب بأنها وسيلة للدفاع عن “العدالة التجارية” للولايات المتحدة، قد أثارت ردود فعل متنوعة، حيث وجدت بعض الدول نفسها في خانة “الرابحين” أو بالأحرى الأقل تضررًا، بينما تكبدت دول أخرى خسائر فادحة جعلتها من “الخاسرين” الكبار، ورغم ترويج ترامب لفكرة أن هذه الرسوم تخدم الاقتصاد الأمريكي، فإن خبراء الاقتصاد يرون أن النتائج قد تكون أكثر تعقيدًا، حيث قد يدفع المستهلك الأمريكي الثمن في نهاية المطاف، فما هي حقيقة هذه الرسوم؟ ومن هم الرابحون والخاسرون من رسوم ترامب؟

من هم الرابحون والخاسرون من رسوم ترامب

على الرغم من أن جميع الدول المتأثرة تحملت أعباء إضافية، إلا أن بعضها تمكن من الوصول إلى تسويات أبقت الضرر في حدوده الدنيا، أو حققت مكاسب جانبية من التفاوض مع واشنطن،.

1. المملكة المتحدة (10%).

بعد مفاوضات سريعة، وافقت بريطانيا على فرض رسوم بنسبة 10% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، مقارنة بـ1.3% سابقًا، ورغم أن النسبة أعلى، فإن الاتفاق شمل سقفًا سنويًا يبلغ 100 ألف سيارة، مما يعني حماية قطاع صناعة السيارات البريطاني من المنافسة الشديدة،.

2. اليابان (15%).

وقعت طوكيو اتفاقًا تجاريًا مع واشنطن يفرض رسومًا بنسبة 15% فقط، بدلًا من التهديد السابق بفرض 25%، والأهم أن الاتفاق شمل السيارات وقطع الغيار، مما يمنح اليابان ميزة على منافسيها في سوق السيارات الأمريكية،.

3. الاتحاد الأوروبي (15%).

في النهاية، رضخ الاتحاد الأوروبي لترامب، ووافق على رسوم بنسبة 15% بدلًا من 30%، مما جنّب الصناعات الأوروبية خسائر أكبر،.

4. باكستان – اتفاق نفطي وتجاري.

وقعت باكستان اتفاقًا مع الولايات المتحدة لتطوير احتياطياتها النفطية مقابل خفض الرسوم الجمركية، وهو ما اعتبرته إسلام آباد خطوة لتعزيز التجارة الثنائية،.

5. كوريا الجنوبية (15%).

اتفقت سيول وواشنطن على نسبة 15% فقط، لتظل قريبة من وضع اليابان والاتحاد الأوروبي،.

إقرأ أيضًا..

الخاسرون – الأكثر تضررًا من الحرب التجارية

على الطرف الآخر من المعادلة، هناك دول تلقت ضربات اقتصادية قوية، إما لعدم رضوخها لمطالب ترامب أو لفشلها في التوصل لاتفاقات تخفف من الضرر،.

1. سوريا، لاوس، ميانمار (40% – 41%).

هذه الدول الفقيرة تعرضت لرسوم ضخمة تصل إلى 41%، رغم أن علاقاتها التجارية مع واشنطن متواضعة،.

2. الفلبين (19%).

حصلت على خفض طفيف من 20% إلى 19%، لكن الامتيازات ذهبت في الغالب لصالح الصادرات الأمريكية،.

3. إندونيسيا (19%).

اتفاق مشابه للفلبين، مع إعفاء كامل للصادرات الأمريكية،.

4. فيتنام (20%).

وافقت على فرض رسوم بنسبة 20% على صادراتها، مقابل فتح أسواقها للبضائع الأمريكية بدون رسوم،.

5. تايوان (20%).

رغم أهميتها في قطاع التكنولوجيا، فرضت عليها رسوم أعلى من منافسيها مثل اليابان وكوريا،.

6. العراق وصربيا (35%)، الجزائر (30%).

عانت هذه الدول من نسب مرتفعة بلا مقابل تجاري واضح،.

حالات خاصة

  • البرازيل، سويسرا، كندا، الهند البرازيل (50%): عقوبات اقتصادية مرتبطة باتهامات سياسية،
  • سويسرا (39%): تضررت قطاعات الشوكولاتة والساعات الفاخرة مباشرة،
  • كندا (35%): رفع الرسوم رغم وجود اتفاقية تجارية إقليمية،
  • الهند (25% – 50%): تهديدات بزيادة الرسوم ما لم توقف استيراد النفط الروسي،

الصين – الصراع الأكبر

تمثل العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين أكبر اختبار لهذه السياسة، فبعد تبادل فرض رسوم تجاوزت 125%، اتفق الطرفان على تعليق معظمها مؤقتًا حتى 12 أغسطس/آب، مع احتمال تمديد الهدنة،.

هل الولايات المتحدة هي الخاسر الأكبر؟

رغم الخطاب المتفائل لترامب، يرى محللون – مثل البروفيسور جيسون فورمان – أن الرسوم الجمركية أشبه بإطلاق النار على القدم، حيث يدفع المستهلك الأمريكي الثمن من خلال:

  • ارتفاع أسعار الواردات،
  • انخفاض المنافسة في السوق المحلي،
  • ضعف الحافز للابتكار،
  • تراجع مستويات المعيشة على المدى البعيد،

وبحسب وكالة بلومبيرغ، فإن فكرة أن واشنطن ربحت من جميع هذه المعارك “مجرد وهم”، لأن المستهلك الأمريكي هو الذي يتحمل الزيادة في الأسعار، سواء بشكل مباشر أو من خلال المنتجات المحلية التي ترتفع أسعارها بدورها،.