في السنوات الأخيرة، أصبح أسلوب الحكايات المنفصلة أحد أبرز الاتجاهات في الدراما التلفزيونية سواء العربية أو العالمية، حيث يبتعد هذا النمط عن فكرة القصة الواحدة الطويلة، ويعتمد على تقديم العمل الفني في شكل قصص قصيرة، كل منها تحمل أحداثًا وشخصيات مختلفة، لكنها قد تتصل بخيط فكري أو أسلوبي واحد يجمعها.
أحدث الأمثلة على ذلك هو المسلسل “ما تراه ليس كما يبدو”، الذي يُعرض على قناة DMC، ويتكون من 35 حلقة مقسمة إلى 7 حكايات، مدة كل حكاية 5 حلقات فقط، مما يقدم تجربة درامية جديدة على الشاشة المصرية.
هناك عدة أسباب تجعل هذا الأسلوب جذابًا للمشاهدين:
المسلسل يقدم الحكايات بأسلوب تشويقي نفسي، حيث تدور الحكاية الأولى بعنوان “فلاش باك” حول مصور جنائي يفقد زوجته في حادث مأساوي ليلة رأس السنة، ثم يواجه مفاجأة غامضة بعودة نشاط حسابها على الإنترنت بعد عامين من وفاتها، مما يزيد من عمق التجربة الدرامية.
العمل يربط كل حكاية بفكرة عامة وهي “ما وراء الحقيقة”، مع الاعتماد على التصوير السينمائي وتقنيات الإضاءة واللون لخلق جو من الغموض، بالإضافة إلى توظيف عناصر من التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتقليد الأصوات.
قبل ظهور “ما تراه ليس كما يبدو”، قدمت الدراما المصرية والعربية عدة أعمال اعتمدت على أسلوب الحكايات المستقلة، منها:
المرآة السوداء (بريطانيا): عمل درامي خيالي، كل حلقة حكاية مستقلة تستكشف الجانب المظلم للتكنولوجيا والمستقبل
قصة رعب أمريكية (الولايات المتحدة): كل موسم يقدم قصة مختلفة تمامًا، لكن بنفس فريق العمل تقريبًا، مع تنوع في أجواء الرعب والغموض
الحب الحديث (الولايات المتحدة): مستوحى من مقالات في صحيفة أمريكية شهيرة، ويقدم قصص حب حقيقية في كل حلقة بأسلوب إنساني مؤثر