أسعار الكتب الخارجية ترتفع وتؤثر على ميزانيات الأسر.. مبادرات أهلية تساهم في تخفيف الأعباء خلال موسم الدراسة

مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، يواجه آلاف أولياء الأمور تحديًا متكررًا، لكن هذا العام أصبح أكثر حدة بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الكتب الخارجية.

أسعار الكتب الخارجية ترتفع وتؤثر على ميزانيات الأسر.. مبادرات أهلية تساهم في تخفيف الأعباء خلال موسم الدراسة
أسعار الكتب الخارجية ترتفع وتؤثر على ميزانيات الأسر.. مبادرات أهلية تساهم في تخفيف الأعباء خلال موسم الدراسة

فبينما كانت هذه الكتب لسنوات أداة دعم أساسية لمذاكرة الطلاب، تحولت اليوم إلى عبء مالي ثقيل على العديد من الأسر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وارتفاع تكاليف المعيشة.

في أحد الأكشاك الصغيرة أمام مدرسة إعدادية بحي شبرا، تجلس منى عبد الحميد، أم لثلاثة أطفال، وهي تتصفح كتبًا خارجية مستعملة بعناية، تقول: “الكتاب الجديد سعره فوق 200 جنيه، أنا محتاجة أشتري لكل واحد 5 أو 6 كتب، يعني أدفع آلافات، الكتب المستعملة أنقذتني، بتكون نص السعر أو أقل”، تضيف بابتسامة مرتاحة: “المهم المعلومة، مش لازم الورق يكون لامع”

مبادرات تبادل الكتب الخارجية

لمواجهة الغلاء، ظهرت مبادرات أهلية ومدرسية لتبادل الكتب بين الطلاب، حيث يتبرع طلاب الصفوف الأكبر بكتبهم للطلاب الأصغر، على أحد جروبات “الواتساب” الخاصة بأولياء الأمور، تتبادل الأمهات صور الكتب المتاحة وتنسق مواعيد لتسليمها، “ده مش بس بيوفر فلوس، ده كمان بيعلم ولادنا قيمة المشاركة”، تقول سعاد محمد، إحدى منظمات المبادرة.

الطلاب أيضًا يبحثون عن حلول

قرر أحمد سامي، طالب بالصف الثالث الثانوي، مع زملائه شراء نسخة واحدة من بعض الكتب وتقسيم محتواها بينهم، أو تصوير الأجزاء المهمة فقط، موضحًا: “إحنا كطلاب برضه علينا ضغط، مش بس أهلينا، فبنحاول نبتكر”

تجار الكتب المستعملة ينتعشون

في سوق الأزبكية وسط القاهرة، يشهد الباعة إقبالًا متزايدًا مع اقتراب الدراسة، عم حسن، صاحب مكتبة لبيع الكتب المستعملة، يقول: “الزبون كان بيجي يشتري كتاب أو اتنين، دلوقتي بيشتري القائمة كلها من هنا، الفرق في السعر كبير جدًا”

رسالة الأهالي للمسؤولين

ورغم محاولات التكيف، يطالب أولياء الأمور بضرورة تدخل الجهات المعنية لضبط أسعار الكتب الخارجية أو توفير بدائل تعليمية بأسعار مناسبة، خاصة أن هذه الكتب أصبحت شبه إلزامية في بعض المراحل بسبب اعتماد المعلمين عليها في الشرح.

بين ضغوط المعيشة وحرص الأهالي على مستقبل أولادهم، تظل الكتب المستعملة ومبادرات التبادل بمثابة طوق نجاة، لكن الحل الجذري — في نظر الكثيرين — لن يأتي إلا من معالجة أزمة الأسعار من جذورها، حتى لا يصبح العلم رفاهية لا يقدر عليها الجميع.