يعاني ملايين المصريين كل صيف من تجربة مرهقة، حيث تتحول شققهم السكنية إلى مساحات خانقة، رغم أن الشوارع قد تشهد بعض نسمات الهواء، هذه الظاهرة ليست مجرد شعور عابر، بل هي نتيجة مباشرة لعوامل معمارية وهندسية، يكشف عنها خبراء الهندسة المعمارية كأسباب رئيسية وراء ارتفاع درجات الحرارة داخل المنازل بشكل يفوق حرارة الجو الخارجي.

من نفس التصنيف: الذهب يحطم الأرقام القياسية بعد 12 عامًا من الارتفاع المستمر منذ يونيو 2013
“بطاريات” خرسانية تمتص الحرارة
تبدأ المشكلة من مواد البناء نفسها، إذ أن جدران الشقق، المصنوعة أساسًا من الخرسانة والطوب، ليست مجرد حواجز، بل هي “بطاريات” حرارية عملاقة، تتمتع بقدرتها العالية على امتصاص الحرارة وتخزينها على مدار اليوم.
مع سطوع الشمس القوي في الصيف، تمتص الجدران كل هذه الطاقة الحرارية وتخزنها، وعندما تغيب الشمس ليلًا، تبدأ هذه الجدران بإطلاق الحرارة التي خزنتها ببطء داخل الشقة، مما يجعل الأجواء حارة وخانقة حتى بعد انخفاض درجة الحرارة الخارجية.
تصميم معماري يحبس الهواء الساخن
بالإضافة إلى ذلك، فإن التصميم المعماري الحديث في كثير من الأحيان يزيد من حدة المشكلة، حيث أن غالبية الشقق مصممة بطريقة تفتقر إلى التهوية الطبيعية الفعالة، مما يؤدي إلى أن نوافذها تكون في اتجاه واحد، وهذا يمنع تيارات الهواء من الدخول والخروج، ويساهم في تحويل الشقة إلى ما يشبه “الصندوق المغلق” الذي يحتجز الهواء الساخن بداخله.
ممكن يعجبك: أسعار الذهب في العراق اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 تشهد ارتفاعًا جديدًا وعيار 21 يصل إلى 122 ألف دينار
كما أن الشبابيك الكبيرة التي تواجه الشمس مباشرة تعتبر عاملًا آخر، حيث تسمح بدخول كميات هائلة من أشعة الشمس، مما يؤدي إلى تسخين الأثاث والأرضيات والجو العام بشكل مباشر، وبالتالي يصبح من الصعب التخلص من هذه الحرارة المحتجزة.
تأثير الأسفلت وعوادم السيارات وأجهزة التكييف
تساهم المدن الكبرى نفسها في تفاقم الأزمة، حيث يمتص الأسفلت والخرسانة الحرارة بكميات كبيرة، وتتضاعف مع حرارة عوادم السيارات وأجهزة التكييف الخارجية، مما يخلق بيئة خارجية ساخنة، ورغم أن الشوارع قد تشهد حركة هواء، إلا أن هذا الهواء نفسه يكون ساخنًا، وعندما يدخل إلى الشقة يحمل معه هذه الحرارة، مما يجعل الإحساس بالبرودة شبه مستحيل.
كل تلك الأسباب من شأنها تحويل الشقق إلى بؤر ساخنة يصعب العيش فيها خلال أشهر الصيف.
تعليقات