عاد المواطن السعودي حميدان التركي، اليوم الخميس، إلى الرياض بعد غياب دام حوالي عقدين خلف القضبان، حيث قضى نحو 19 عامًا في السجون الأمريكية على خلفية قضية أثارت جدلًا واسعًا داخليًا وخارجيًا منذ بدايتها في عام 2006.

اقرأ كمان: قطر تطالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل بعد الهجوم الإيراني على القواعد الأمريكية في أراضيها
نهاية رحلة احتجاز طويلة للمواطن السعودي حميدان التركي
كان التركي قد غادر الولايات المتحدة مساء الأربعاء، بعد ثلاثة أشهر من صدور قرار الإفراج عنه، والذي أنهى سنوات من السجن في ولاية كولورادو، حيث أُدين بتهم تتعلق بـ”الاعتداء والاحتجاز غير القانوني” لعاملته المنزلية الإندونيسية.
خلال جلسة عُقدت في 9 مايو الماضي، قررت محكمة في ولاية كولورادو إغلاق ملف القضية بشكل نهائي، وتبرئة التركي من الحكم الصادر بحقه سابقًا، وذلك بحضور محامي السفارة السعودية لدى واشنطن وعدد من أفراد عائلته الذين واصلوا متابعة القضية لسنوات.
عودة هادئة بطلب من المحامين للمواطن حميدان التركي
وبحسب مصادر مطلعة، فقد جرى تحويل التركي فور صدور القرار إلى أحد سجون دائرة الهجرة الأمريكية، لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة لترحيله إلى المملكة، حيث فضلت عائلته عدم الإعلان عن موعد وصوله حتى لحظة وصوله إلى الرياض، وذلك بناءً على توصيات الفريق القانوني، على الرغم من تسرب الخبر عبر بعض وسائل الإعلام الأمريكية.
حميدان التركي.
اتهامات وظروف استثنائية للمواطن حميدان التركي
تعود قضية حميدان التركي إلى عام 2006، حين وُجهت له اتهامات تتعلق بإساءة معاملة خادمته الإندونيسية واحتجازها دون وجه حق في منزله بالولايات المتحدة.
وقد أثارت القضية آنذاك اهتمامًا إعلاميًا واسعًا، خاصة في الأوساط الحقوقية والدبلوماسية، وسط اتهامات متبادلة بالتحامل والتمييز الديني.
أكد التركي في أكثر من مناسبة خلال محاكماته، أنه ضحية موجة عداء للإسلام أعقبت أحداث 11 سبتمبر 2001، موضحًا أن التهم الموجهة إليه كانت نتيجة تحيز منهجي ضد المسلمين، خاصة من المنخرطين في الشأن الثقافي أو الدعوي، وهو ما كان يقوم به خلال إقامته هناك.
في أغسطس 2006، أصدرت محكمة كولورادو حكمًا بسجن حميدان التركي لمدة 28 عامًا، حيث نُقل إلى سجن “لايمن” شديد الحراسة بولاية كولورادو، وهو في عمر السابعة والثلاثين، وعلى مدار سنوات، شهدت القضية العديد من المراجعات القضائية، والتي انتهت في مايو الماضي بصدور قرار نهائي بالإفراج عنه، وهو اليوم في سن الـ56 عامًا.
تفاعل شعبي ورسمي مع قضية حميدان التركي
أثارت قضية حميدان التركي منذ بدايتها تعاطفًا واسعًا من قبل الرأي العام السعودي والعربي، حيث أُطلقت حملات دعم ومناشدات دبلوماسية تطالب بالإفراج عنه، وواصلت أسرته جهودها في الدفاع عنه، وتأكيد براءته، وتقديم الأدلة والشهادات التي تدحض التهم المنسوبة إليه.
كما لعبت السفارة السعودية في واشنطن دورًا محوريًا في متابعة مجريات القضية، وتوفير الدعم القانوني اللازم، وصولًا إلى اليوم الذي شهد عودته إلى أرض الوطن، حيث كان في استقباله عدد من أفراد أسرته وأصدقائه المقربين.
بعودة حميدان التركي إلى السعودية، تُطوى صفحة من إحدى القضايا الحقوقية التي شغلت الرأي العام على مدار سنوات، وأثارت تساؤلات مستمرة حول العدالة والنظرة إلى المسلمين داخل النظام القضائي الأمريكي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
تعليقات