ألقت الأجهزة الأمنية، منذ قليل، القبض على البلوجر وصانع المحتوى المعروف باسم «شاكر محظور دلوقتي»، أثناء تواجده داخل كافيه شهير بمنطقة القاهرة الجديدة، وجاء ذلك على خلفية عدة بلاغات تم تقديمها ضده خلال الأيام الماضية.

مواضيع مشابهة: تحذير من المندوب الروسي بالأمم المتحدة حول تصعيد الأوضاع في الشرق الأوسط وما قد يؤدي إليه من حرب شاملة
استطاع البلوجر محمد شاكر محظور دلوقتي، خلال عام واحد، أن يصبح أحد أشهر صناع المحتوى على منصة «تيك توك» في مصر، متصدرًا مشهد البث المباشر ومثيرًا للجدل في آنٍ واحد.
قصة صعوده المفاجئة من ضابط شرطة سابق إلى «ملك اللايفات»، كما يلقبه البعض، ليست فقط مثيرة، بل تلقي الضوء على ظاهرة جديدة في عالم السوشيال ميديا: كيف يمكن أن تتحول الشهرة إلى مهنة وحياة بديلة تمامًا حتى لأصحاب الزي الرسمي
في هذا التقرير، نسلط الضوء على البلوجر محمد شاكر محظور دلوقتي، وكيف بدأت رحلته، وما وراء تحوله من ضابط شرطة إلى متهم تم القبض عليه منذ قليل.
البلوجر محمد شاكر حمزة من ضابط شرطة إلى تيك توكر
اسمه الحقيقي حمزة، وُلد عام 1995 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية.
التحق بكلية الهندسة في بداياته، لكنه لم يكمل دراسته فيها، لينتقل بعد ذلك إلى كلية الشرطة، حيث تخرج منها عام 2017 بدرجات مرتفعة أهلته للعمل كضابط شرطة برتبة نقيب في محافظة أسوان.
على الرغم من استقراره الوظيفي، لم تستمر رحلته الأمنية طويلًا، فقد قرر التقاعد مبكرًا لأسباب عائلية لم يفصح عنها، وانتقل للعيش في مدينة 6 أكتوبر بالقاهرة، وبدأ حينها في إعادة بناء حياته المهنية على مسار مختلف تمامًا.
البداية من «كلوب هاوس»: شهرة بالصوت فقط
كانت أولى تجاربه مع المحتوى من خلال تطبيق «Clubhouse»، المنصة الصوتية التي برزت في فترة ما بعد جائحة كورونا، والتي كانت توفر مساحة للنقاشات الصوتية المباشرة.
هناك بدأت تتبلور شخصيته المؤثرة، إذ جذب عددًا من المتابعين بصوته، وآرائه، وطريقته في إدارة الحوار.
هذه التجربة دفعته للتفكير في الانتقال إلى المنصات المرئية، وكانت “تيك توك” هي الخيار الأول.
«شاكر محظور دلوقتي»: أول لايف بـ2 دولار وبداية الصعود
أطلق شاكر أول بث مباشر له على تيك توك قبل عام ونصف تقريبًا، ولم يحقق في بدايته سوى دولارين اثنين فقط، لكنه لم يصب بالإحباط.
بل واصل المحاولة، وفي ثاني «لايف» حقق 6 دولارات، حينها قرر الاستمرار بجدية، ليتحول الأمر لاحقًا إلى مصدر دخل رئيسي له، بل ويحقق من خلاله أرباحًا ضخمة، حسبما أكد في أكثر من بث مباشر.
ويذكر شاكر دائمًا عبارة: «كل وقعة بداية خير»، في إشارة إلى غلق حسابه الأول بعد أن تجاوز 100 ألف متابع خلال ستة أشهر فقط، ما شكّل ضربة مفاجئة له، لكنه اعتبرها درسًا ونقطة انطلاق جديدة
لماذا اللايفات تحديدًا؟ «ده المكان المريح لشخصيتي»
يفضل البلوجر شاكر محظور دلوقتي البث المباشر على الفيديوهات القصيرة، مؤكدًا أن شخصيته تتفاعل بشكل أفضل مع اللايف، نظرًا لطبيعته الحوارية وقدرته على جذب التفاعل في اللحظة.
ويرى أن اللايف يعطيه الفرصة ليكون على طبيعته، بدون سيناريوهات أو مونتاج، وهو ما يمنح الجمهور انطباعًا بالصدق والقرب، حتى لو كان المحتوى بسيطًا أو عفويًا.
مقال له علاقة: تعزيز التعاون في الأمان والأمن النووي من خلال مذكرة تفاهم بين هيئة الرقابة النووية المصرية والهيئة المجرية
الجدل والإثارة: شاكر «دنجوان التيك توك»
ارتبط اسم البلوجر محمد شاكر محظور دلوقتي بعدد من اللايفات المثيرة للجدل، حيث يظهر مع فتيات من جنسيات مختلفة، في بثوث مباشرة غالبًا ما تحظى بآلاف المشاهدات.
هذا الأسلوب أكسبه لقب «دنجوان التيك توك»، وأثار الكثير من الانتقادات من جهة، والإعجاب من جهة أخرى.
البعض يرى أن ما يقدمه يدخل ضمن «الترفيه التفاعلي»، بينما يعتقد آخرون أنه تجاوز الخط الفاصل بين الجذب والإسفاف.
وبين هذا وذاك، لا يمكن إنكار أن شاكر أصبح من أبرز المؤثرين المصريين على المنصة.
كم يربح شاكر محظور من تيك توك؟
رغم أن شاكر لم يعلن صراحة عن دخله الشهري، إلا أنه صرّح في أكثر من مناسبة أن أرباحه من تيك توك بالملايين.
ويُعتقد أن أرباحه لا تعتمد فقط على اللايفات، بل تشمل أيضًا الهدايا الرقمية التي يرسلها المتابعون، والتعاون مع علامات تجارية.
هذا النموذج من الربح السريع والفوري بات يجذب الشباب نحو «السوشيال ميديا» كمهنة بديلة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
سر الشعبية.. وما الذي يميّزه عن غيره؟
يعود جزء كبير من نجاح البلوجر شاكر محظور دلوقتي إلى شخصيته الكاريزمية، وطريقته التلقائية في الحوار، بالإضافة إلى خلفيته كضابط شرطة سابق، وهو ما يضفي عليه نوعًا من «الهيبة» في أعين بعض المتابعين.
كما يعتمد على بناء قاعدة جماهيرية قوية من خلال تكرار العبارات الساخرة، والمواقف غير المتوقعة في لايفاته، وهو ما يمنحه زخمًا مستمرًا، ويجعل مقاطعه قابلة للانتشار بسهولة على المنصات الأخرى.
شاكر محظور دلوقتي في مواجهة الانتقادات
رغم الشعبية، لم يسلم شاكر من الانتقادات، سواء من جمهور «تيك توك» أو من المهتمين بأخلاقيات المحتوى.
البعض يراه يبالغ في جذب الانتباه، وآخرون يرفضون فكرة تقديم محتوى “خفيف” يحقق أرباحًا ضخمة مقابل مجهود بسيط.
لكن شاكر في كل مرة يرد ببرود: «أنا بشتغل شغل محترم.. وبكسب من تعب إيدي»، في إشارة إلى أن المحتوى الذي يقدمه قانوني ومتاح للجميع، ومن لا يعجبه لا يشاهده
تعليقات