زيارة الفنانة رحمة حسن إلى إحدى العيادات الخاصة في الزمالك كانت تهدف لعلاج شعرها الخفيف والمتعب، لكنها تحولت إلى تجربة صعبة للغاية، وصفتها بأنها “خطأ طبي جسيم” أدى إلى تساقط شعرها بشكل دائم، مما أثر على حالتها النفسية بشكل كبير.
المفاجأة لم تكن فقط في نتائج الجلسة، بل في التفاصيل التي كشفت عنها لاحقًا، حيث أكدت أنها لم تكن على علم باستخدام مادة طبية تُعرف بـ”المينوكسيديل” خلال جلسة العلاج، ولم تُوقّع على أي موافقة مسبقة تسمح بذلك.
بدأت القصة عندما قررت رحمة حسن زيارة العيادة لتقوية شعرها الذي أصبح خفيفًا ومجهدًا نتيجة الضغط النفسي والتوتر، لكنها لم تعاني من صلع أو تساقط مفرط، وبعد إجراء التحاليل، أخبرتها الطبيبة أن حالتها الصحية جيدة باستثناء نقص طفيف في الحديد.
اقترحت الطبيبة إجراء جلسة بلازما من دمها، وهو إجراء معروف لتحفيز نمو الشعر، ووافقت رحمة على الفور، لكنها اكتشفت لاحقًا أن ما جرى لم يكن بلازما فقط، بل كان مزيجًا يحتوي على مادة “المينوكسيديل”، التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر في بعض الحالات، إذا لم تُستخدم تحت إشراف دقيق.
بعد العودة إلى منزلها، بدأت رحمة حسن تشعر بأعراض غريبة لم تعهدها من قبل، مثل تسارع في ضربات القلب، إرهاق شديد، شعور بثقل في الرأس، وعندما طالبت العيادة بإيضاح ما حدث، اكتشفت أن المادة المستخدمة في الحقن لم تكن بلازما فقط، بل تضمنت “المينوكسيديل”، دون أن يتم إبلاغها أو الحصول على توقيعها بالموافقة.
الفنانة نشرت صورًا لفاتورة الجلسة، يظهر فيها اسم المادة بشكل واضح، مؤكدة أنها شعرت بالصدمة والخداع، لأنهم لم يحذروها من احتمالية حدوث تساقط أو مضاعفات.
وفي منشور آخر عبر فيسبوك، صرّحت رحمة حسن أنها كانت تعاني بالفعل من بداية الإصابة بمرض “الصلع” منذ أكثر من عامين، لكنها كانت تحاول التعامل مع الأمر بشكل سري دون مشاركة أحد.
حديثها الصريح أثار تعاطف عدد كبير من متابعيها، الذين أشادوا بجرأتها في الحديث عن مشكلة شخصية بهذا الحجم، وعبّر كثيرون عن دعمهم الكامل لها، مشيرين إلى أن مثل هذه الشفافية ترفع من الوعي حول مخاطر التجميل دون رقابة.
الحالة التي تعاني منها رحمة حسن تُعرف طبيًا باسم “الصلع المناعي” أو “Alopecia Areata”، وهو مرض يصيب بصيلات الشعر نتيجة خلل في جهاز المناعة، وهذه الحالة ليست نادرة ولها عدة أسباب، بحسب موقع “هيلث لاين” الطبي، منها:
خلل في المناعة الذاتية: حيث يهاجم الجسم بصيلات الشعر باعتبارها “خطرًا”
الوراثة: فالتاريخ العائلي يلعب دورًا رئيسيًا، إذ إن 20–55٪ من المصابين لديهم أقارب بنفس الحالة
الضغوط النفسية الشديدة: مثل الحزن أو الصدمات أو القلق المزمن
نقص الفيتامينات: خاصة فيتامين D، الحديد، الزنك، والبيوتين
أمراض مناعية أخرى: مثل الغدة الدرقية، البهاق، أو الذئبة
عدوى فيروسية أو بكتيرية: قد تثير خللًا في استجابة المناعة
ما حدث مع رحمة حسن ليس حالة فردية، بل يمثل تحذيرًا للآخرين، خاصة أن مادة “المينوكسيديل” معروفة بقدرتها على تحفيز نمو الشعر لكنها قد تُسبب أعراضًا جانبية خطيرة إذا لم تُستخدم بالطريقة الصحيحة، منها:
اضطرابات في القلب.
انخفاض ضغط الدم.
دوخة وإرهاق.
تهيج فروة الرأس.
تساقط شديد في بداية العلاج إذا لم يكن مناسبًا للمريض.
ويشدد الأطباء على ضرورة استشارة طبيب مختص وعدم الخضوع لأي جلسة علاجية دون معرفة مكوناتها بالكامل.
أعلنت رحمة حسن أنها لم تعد إلى العيادة مجددًا، وقالت إنها أصبحت تعاني من صدمة نفسية حقيقية، ليس فقط بسبب ما حدث لشعرها، ولكن بسبب انعدام الثقة في أماكن يُفترض أنها مرخصة وآمنة.
وأضافت: “أنا مش ضد العلاج أو التجميل، لكن لازم يبقى فيه شفافية، مش طبيعي يستخدموا مادة زي دي من غير إذني، وأنا لازم أتكلم علشان ماحدش تاني يقع في نفس الموقف”
أكدت تقارير طبية أن الدعم النفسي للمرضى الذين يعانون من الصلع المناعي أو أي نوع من تساقط الشعر المزمن يُعد من أهم العوامل التي تساعد على تخطي الأزمة.
وفي حالة رحمة حسن، كان لموقف جمهورها أثر إيجابي، حيث تلقت رسائل تضامن واسعة من متابعين وفنانين، دعموها بكلمات مشجعة، وشجعوها على الاستمرار في العلاج وعدم الاستسلام.
في ختام حديثها، وجهت رحمة حسن رسالة إلى جمهورها قالت فيها: “أنا بتكلم النهارده مش علشان أشتكي، لكن علشان محدش يمر باللي أنا مريت بيه، لازم نفكر كويس قبل أي خطوة تخص الجسم أو الصحة، شكرًا لكل حد وقف جنبي أو بعتلي كلمة حلوة، هي دي الحاجة اللي خلتني أقدر أتكلم”