أوروبا تواجه تحديات كبيرة ومصر تستعد لتصبح مركزًا رائدًا للطاقة والصناعة

تقرير: سمر أبو الدهب

أوروبا تواجه تحديات كبيرة ومصر تستعد لتصبح مركزًا رائدًا للطاقة والصناعة
أوروبا تواجه تحديات كبيرة ومصر تستعد لتصبح مركزًا رائدًا للطاقة والصناعة

في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها أوروبا، تبرز فرصة تاريخية للاقتصادات الناشئة، خاصةً مصر، لتغيير موازين القوى والاستفادة من الوضع الراهن.

ووفقًا لما طرحته خبيرة التخطيط الاستراتيجي والتسويق الدولي، سالي صلاح، عبر منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، فإن الأزمة الأوروبية تمثل لحظة فارقة قد تكون بمثابة القفزة الحقيقية لمصر نحو تحقيق نمو اقتصادي غير مسبوق.

أوروبا تحت الضغط وأمريكا هي المستفيد الأكبر

وأوضحت صلاح، أن القارة الأوروبية تتعرض حاليًا لضغوط اقتصادية غير مسبوقة، تتمثل في ارتفاع هائل لأسعار الطاقة، واضطرابات في سلاسل الإمداد، وتباطؤ في النمو الاقتصادي، وأن هذه الظروف دفعت أوروبا إلى الاعتماد بشكل أكبر على واردات الطاقة الأمريكية بأسعار أعلى، في حين نجحت الولايات المتحدة في جذب استثمارات أوروبية ضخمة تقدر بنحو 600 مليار دولار، مما يعكس إعادة تشكيل موازين القوى الاقتصادية العالمية.

3 محاور رئيسية لاستغلال الفرصة

وترى سالي صلاح، أن مصر تمتلك مقومات فريدة تمكنها من تحويل هذه الأزمة إلى فرصة حقيقية، عبر التركيز على ثلاثة محاور رئيسية.

1. التحول لمركز إقليمي للطاقة.

مع سعي أوروبا الحثيث لإيجاد بديل للغاز الروسي، يمكن لمصر أن تتبوأ مكانة المركز الإقليمي للطاقة في شرق المتوسط، يمكن للحكومة المصرية تقديم عرض استراتيجي لأوروبا لتوريد الطاقة بقيمة 100 مليار دولار على مدى خمس سنوات، مما يضمن تدفقًا ماليًا ضخمًا ويعزز موقع مصر كشريك استراتيجي.

2. أن نكون البديل الصناعي.

تفرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية مرتفعة على المنتجات الأوروبية، مما يفتح الباب أمام مصر لتكون البديل الصناعي الأنسب، وبفضل اتفاقيات مثل الكويز وأغادير، يمكن للمنتجات المصرية الوصول إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية بدون تعريفات جمركية تقريبًا، بالإضافة إلى ذلك، تتميز مصر بانخفاض تكاليف الإنتاج بشكل كبير مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا، مما يعطيها ميزة تنافسية قوية.

3. جذب الاستثمارات المباشرة.

الاستثمارات تبحث دائمًا عن الأمان والاستقرار والتكلفة المنخفضة، في ظل هروب الاستثمارات من أوروبا بحثًا عن بيئة أقل تكلفة، تستطيع مصر أن تصبح وجهة جاذبة عبر تقديم حوافز استثمارية ذكية، من خلال حزمة تشجيعية مدروسة، يمكن لمصر أن تستقطب جزءًا كبيرًا من رؤوس الأموال الأجنبية، مما يساهم في خلق فرص عمل وزيادة معدلات النمو.

وأكدت أن الفرصة متاحة أمام مصر لتكون الرابح الأكبر من هذه الأزمة، ولكن النجاح يعتمد على سرعة التحرك ووضع استراتيجيات فعالة قبل أن تتجاوز أوروبا أزمتها.