أوضح الناقد الفني طارق الشناوي أن النقد غالبًا ما يُقابل بردود فعل متباينة، مشيرًا إلى أن تقبل النقد يمر بمرحلتين، الأولى تتعلق بالانزعاج الفوري، والثانية تتعلق بالمراجعة العقلانية بعد فترة من الهدوء، وأضاف: “حتى أنا أحب أن أسمع كلمات إيجابية، وأحيانًا أشعر بالضيق من النقد الموجه لمظهري، مثلًا عندما يُقال لي إن الجرافتة لا تناسبني، من الطبيعي أن أكون متضايقًا، لكن بعد ذلك أفكر وأقول في نفسي ربما يكون محقًا”.

شوف كمان: اتهامات صادمة تلاحق وفاء عامر بعد وفاة شيكا وردها المفاجئ على الأنباء
طارق الشناوي.
النقد الفني
جاءت تصريحات الشناوي خلال لقائه في برنامج “العاشرة” مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ على شاشة إكسترا نيوز، حيث أكد أن مشكلة بعض الأشخاص تكمن في “رد الفعل”، مشيرًا إلى أن البعض قد يلجأ إلى القضاء بسبب رأي فني، رغم أن المجالس المهنية تعتبر هذا النوع من التعبير مشروعًا ولا يدخل في إطار السب أو القذف.
الخلط بين النقد الفني والنقد الشخصي
أضاف الشناوي أن الخلط بين النقد الفني والنقد الشخصي أصبح شائعًا، موضحًا: “عندما أقول إن صوت مطرب لا يعجبني، فهذا رأي فني، لكن إذا قمت بجرحه شخصيًا، فهذا شيء آخر تمامًا وأنا لا أفعله”، مشددًا على أن النقد يجب أن يوجه دائمًا إلى الصفات الاعتبارية وليس إلى الأشخاص.
وسرد الشناوي موقفًا شخصيًا جمعه بالمخرج الكبير صلاح أبو سيف، حيث قال: “بعد مشاهدتي لفيلم السيد كاف، والذي كان عرضًا خاصًا جدًا في مبنى التليفزيون، لم أستطع أن أخبره برأيي السلبي، فقلت له فقط مبروك”، مضيفًا: “هو شعر أن رأيي سلبي، خاصة عندما لم أُوصله إلى منزله بسيارتي كما هو معتاد”.
السمو الفني والإنساني
ورغم النقد الذي وجهه الشناوي لاحقًا للفيلم في مقال صحفي، أصر صلاح أبو سيف على دعوته بعد عامين للحديث عنه في احتفالية عيد ميلاده الـ80، وكان يعلم تمامًا برأيه، وهو ما وصفه الشناوي بـ”قمة السمو الفني والإنساني”.
النقد البناء والهدام
وعن وضع الصحافة الفنية اليوم، قال الشناوي: “للأسف لم نعد نميز بين النقد البناء والهدام، لأن المفاهيم أصبحت نسبية وليست مطلقة، فإذا كتبت عن فيلم أنه ضعيف سيعتبرون ذلك نقدًا هدامًا، وإذا كتبت أنه عظيم سيعتبرونني ناقدًا بناءً”، مؤكدًا أن رد الفعل أصبح معيار الحكم وليس مضمون النقد نفسه.
مواضيع مشابهة: كريم فهمي يواجه تحديات صحية خطيرة في مسلسله الجديد وتحذيرات لصبا مبارك من علاقة سامة قديمة
الاختلاف الراقي
وأشار الشناوي إلى أن الفنان عادل إمام قد زعل منه في بعض الأحيان، كما حدث عندما انتقد رأيه في نجيب الريحاني، لكنه عاد ورضي عنه في مواقف أخرى، وهو ما يعكس طبيعة العلاقة بين الناقد والفنانين، التي قد تتأرجح لكنها يجب ألا تخرج عن إطار الاختلاف الراقي.
تعليقات