تصعيد تجاري عالمي جديد يؤثر على 70 دولة.. الصين تعبر عن استيائها فهل ستنعكس الرسوم الأمريكية على مصر؟

نددت الحكومة الصينية، اليوم الجمعة، بالخطوة الأمريكية الأخيرة التي تمثلت في فرض رسوم جمركية جديدة على صادرات عشرات الدول، معتبرة إياها “إجراءات حمائية تضر بمصالح جميع الأطراف”.

تصعيد تجاري عالمي جديد يؤثر على 70 دولة.. الصين تعبر عن استيائها فهل ستنعكس الرسوم الأمريكية على مصر؟
تصعيد تجاري عالمي جديد يؤثر على 70 دولة.. الصين تعبر عن استيائها فهل ستنعكس الرسوم الأمريكية على مصر؟

الرسوم الجمركية الأمريكية

جاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غوو جياكون، خلال مؤتمر صحفي دوري عقد في بكين، حيث شدد على أن “الصين تعارض بصورة منهجية وواضحة فرض هذه الرسوم”، محذرًا من أن “لا رابح في حرب رسوم جمركية أو حرب تجارية”، وفقًا لما نقلته وكالة فرانس برس.

ويأتي هذا التصعيد في إطار سياسة الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، التي تتبنى توجهًا متزايدًا نحو الحماية الاقتصادية، وسط تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

ترامب يوقع أمرًا تنفيذيًا يشمل 70 دولة.. وسوريا تتصدر القائمة

وكان الرئيس الأمريكي قد وقّع، مساء الخميس، أمرًا تنفيذيًا يقضي بزيادة الرسوم الجمركية على صادرات ما يقارب 70 دولة حول العالم، في خطوة وصفت بأنها “الأوسع نطاقًا” منذ بدء سياسة التعريفات التجارية التي تنتهجها الإدارة الأمريكية.

وأوضح البيت الأبيض أن الرسوم الجديدة ستتراوح ما بين 10% و41%، مؤكدًا أن سوريا جاءت على رأس قائمة الدول التي طُبقت عليها أعلى نسبة من هذه الرسوم، من دون أن يوضح تفاصيل المنتجات المعنية أو حجم الصادرات المستهدفة.

ويأتي هذا القرار في وقت حساس تشهده الأسواق العالمية، في ظل حالة عدم اليقين بشأن مستقبل سلاسل الإمداد والتبادل التجاري بين الدول الكبرى والناشئة.

خبير اقتصادي: تأثير محدود على الاقتصاد المصري بسبب تنوع الشركاء التجاريين

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي أحمد خطاب، في تصريحات خاصة لـ«نبأ مصر»، إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين سيكون لها تأثير غير مباشر ومحدود على الاقتصاد المصري، مرجعًا ذلك إلى “تنوع الشراكات التجارية التي تربط مصر بعدد من القوى الاقتصادية الكبرى، وكونها دولة نامية لا تعتمد بشكل كبير على سلاسل الإمداد العالمية للصناعات العابرة للحدود”.

وأشار خطاب إلى أن اجتماعات مكثفة جرت مؤخرًا بين وفد اقتصادي مصري وعدد من ممثلي الإدارة الأمريكية لمناقشة تداعيات هذه الحرب، استمرت قرابة خمس ساعات، في محاولة لتنسيق المواقف وتقليل الآثار المحتملة على التبادل التجاري بين البلدين.

وأضاف: “رغم التصعيد من قبل الرئيس ترامب وفرضه رسومًا جديدة على المنتجات الصينية، إلا أن الاقتصاد الأمريكي لا يستطيع الاستغناء عن الصين، إذ تعتمد قرابة 40% إلى 50% من الصناعات الأمريكية على المواد الخام أو مكونات الإنتاج أو حتى خطوط التجميع الصينية، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا، السيارات الكهربائية، الرقائق الإلكترونية، والطاقة”

واعتبر خطاب أن ترامب يستخدم سياسة الرسوم “كنظام مفاصلة”، أي يضع نسبًا مبالغًا فيها مبدئيًا بهدف التفاوض لاحقًا والوصول إلى نسب أقل ترضيه سياسيًا واقتصاديًا.

مصر في موقع متوازن بين القوتين

وأكد خطاب أن مصر تحتفظ بعلاقات اقتصادية متوازنة مع كل من الصين والولايات المتحدة، إلى جانب شركاء تجاريين آخرين مثل روسيا، بيلاروسيا، اليابان، ألمانيا، وفرنسا، وهو ما يقلل من حجم الضرر المحتمل نتيجة أي تصعيد تجاري بين القوى الكبرى.

وأوضح أن الولايات المتحدة تعتمد على بعض المنتجات المصرية التي يصعب إنتاجها محليًا، مثل الأسمدة الأزوتية واليوريا وبعض المنتجات كثيفة الطاقة والعمالة، مما يمنح مصر ميزة نسبية تحصّنها جزئيًا من تداعيات أي سياسة حمائية أمريكية.

واختتم: “مصر، رغم كونها دولة ناشئة صناعيًا، تعمل على تنويع مصادرها التجارية والإنتاجية بما يحقق استقلالًا اقتصاديًا نسبيًا، ويمنحها هامش أمان أكبر في مواجهة الصدمات الخارجية”