تقلبات سوق العملات الرقمية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية وصعود الدولار الأمريكي

شهدت أسواق العملات الرقمية صباح الجمعة تقلبات حادة، حيث جاء هذا التذبذب متزامنًا مع استمرار صعود الدولار الأمريكي بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة تستهدف الدول ذات الفوائض التجارية الكبيرة مع الولايات المتحدة.

تقلبات سوق العملات الرقمية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية وصعود الدولار الأمريكي
تقلبات سوق العملات الرقمية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية وصعود الدولار الأمريكي

تراجع سعر عملة البيتكوين، التي تُعتبر الأكبر من حيث القيمة السوقية، إلى مستوى 114,290 دولارًا، ولكنه تمكن من تعويض بعض خسائره ليتداول بالقرب من 115,900 دولار، بينما اتبعت عملة الإيثر (ETH) نفس الاتجاه، حيث هبطت إلى 3,616 دولارًا ثم ارتدت إلى مستوى 3,690 دولارًا.

الدولار في أعلى مستوياته منذ مايو.. والضغوط التضخمية تتصاعد

يأتي هذا التذبذب في وقت واصل فيه مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعه متجاوزًا حاجز 100 نقطة، محققًا مكاسب تجاوزت 3% خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وهو ما يعكس تزايد توقعات المستثمرين بتشديد السياسة النقدية في ظل تصاعد الضغوط التضخمية.

وفي تعليق على تلك التطورات، قال روبن بروكس، الباحث في مؤسسة بروكينغز، إن الرسوم الجمركية المفروضة بدأت تؤثر بشكل فعلي على مؤشرات الأسعار، مشيرًا إلى أن التضخم الذي كان متوقعًا لكنه تأخر في الظهور، قد بدأ الآن، وأضاف بروكس عبر منصة “إكس”: “الناس يطرحون أسبابًا كثيرة لانخفاض الدولار هذا العام، لكن الرسوم الجمركية بدأت تُحدث أثرها”

ترامب يفرض تعريفات جديدة.. والدول المصدرة في مرمى الرسوم

وكان ترامب قد أعلن في وقت متأخر من الخميس عن حزمة رسوم جمركية جديدة، تضمنت الإبقاء على تعريفة “عالمية” بنسبة 10% على جميع الواردات، تُطبق على الدول التي تمتلك فائضًا تجاريًا مع الولايات المتحدة، بينما فُرضت رسوم إضافية بنسبة لا تقل عن 15% على بعض الدول، لا سيما في جنوب شرق آسيا.

وتشير تقديرات اقتصاديين إلى أن هذه الإجراءات ستزيد من الضغوط التضخمية، خاصة بعد أن أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية ارتفاع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي بنسبة 2.6% على أساس سنوي في يونيو، مقارنة بـ2.4% في مايو، بينما ظل معدل التضخم الأساسي – الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة – مستقرًا عند 2.8%، وهو أعلى مستوى منذ فبراير الماضي.

الفيدرالي بين فكي التضخم والسياسة

الارتفاع في مؤشرات التضخم يضع البنك الفيدرالي في موقف صعب، حيث تقلص هذه الضغوط قدرة البنك على المضي في خفض أسعار الفائدة، وهي الخطوة التي يضغط من أجلها الرئيس ترامب لتعزيز النمو الاقتصادي قبيل الانتخابات، وكان الفيدرالي قد قرر، مطلع هذا الأسبوع، الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير عند 4.25%، في خطوة خيّبت آمال الأسواق التي كانت تترقب بداية دورة خفض للفائدة اعتبارًا من سبتمبر.

العملات الرقمية أمام اختبار حقيقي

في ظل هذا المناخ المتقلب، يجد المستثمرون في العملات الرقمية أنفسهم أمام تحدي قراءة تحركات الأسواق التي أصبحت أكثر ترابطًا مع التوجهات الجيوسياسية والقرارات التجارية والنقدية الكبرى، ومع تصاعد المخاطر، تزداد أهمية الاعتماد على أدوات تحليل احترافية مثل “WarrenAI” التابعة لمنصة InvestingPro، والتي تقدم تحليلات مدعومة بالبيانات الحية لمساعدة المتداولين على اتخاذ قراراتهم بثقة.