شيخ الأزهر يعلن عن افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية في باكستان وزيادة المنح الدراسية للطلاب هناك
استقبل الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الخميس، بمشيخة الأزهر الفريق أول ساهر شمشاد مرزا، رئيس هيئة الأركان المشتركة لجمهورية باكستان الإسلامية.

مقال مقترح: تحذير هام للمصريين من اتصالات النواب حول روابط مزيفة تسرق أموالكم باستخدام لوجو البريد المصري
في بداية اللقاء، أكد فضيلة الإمام الأكبر على عمق العلاقات التي تجمع الأزهر الشريف بجمهورية باكستان الإسلامية، مشيرًا إلى أن الطلاب الباكستانيين الذين يدرسون في الأزهر قد أسهموا بشكل كبير في تعزيز هذه العلاقات، وأضاف أن باكستان تُعتبر نموذجًا لتقدم العقل الإسلامي وقوته، كما أبدى الأزهر حرصه على رفع مستوى التعاون العلمي والثقافي مع باكستان، مع استعداده لافتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية هناك، وذلك خدمةً لأبناء باكستان في تعلم لغة القرآن الكريم.
كما أعلن فضيلته عن استعداد الأزهر لزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب الباكستانيين، والتي يبلغ عددها حاليًا 30 منحة سنويًا، بما يتماشى مع احتياجات الشعب الباكستاني، مع إمكانية تخصيص جزء من هذه المنح لدراسة العلوم التطبيقية، مثل الطب والصيدلة والهندسة، إلى جانب العلوم الشرعية، معربًا عن ترحيب الأزهر باستقدام وفود جديدة من أئمة باكستان للتدريب في أكاديمية الأزهر العالمية، وذلك لصقل مهاراتهم في تفنيد الشبهات المعاصرة والتعامل مع القضايا الفكرية الراهنة.
اقرأ كمان: إيران تستهدف قواعد عسكرية إسرائيلية بهجمات صاروخية وفقًا لمصادر «القاهرة الإخبارية»
وفي سياق حديث فضيلته عن قضايا الأمة، صرح شيخ الأزهر بأن الحديث عن معاناة أهل غزة هو حديث ذو شجن يثير الألم والحزن في النفوس، فهو يمثل جرحًا ينزف في ضمير الإنسانية، مؤكدًا أن الوقت قد حان لاتحاد الأمة الإسلامية والالتفاف حول القضية الفلسطينية، التي أصبحت اليوم قضية العالم، وأكد فضيلته قائلًا: “لا استقرار في الشرق الأوسط، بل في العالم كله، دون حلٍّ عادل للقضية الفلسطينية، يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”
وأشار الإمام الأكبر إلى غياب القضية الفلسطينية عن مناهج التعليم في معظم دول العالم الإسلامي، مما أثر سلبًا على وعي الأجيال بأهمية هذه القضية، في الوقت الذي يحرص فيه الطرف الآخر على تدريس روايته المزيفة في جميع المراحل التعليمية.
من جانبه، أعرب الفريق أول ساهر شمشاد مرزا عن سعادته بلقاء الإمام الأكبر، وتقدير باكستان، قيادةً وشعبًا، لفضيلته ولمكانة الأزهر الشريف، وأكد قائلًا: “لقاؤكم يُمثل شرفًا كبيرًا، فأنتم رمز لوسطية الإسلام، وتبعثون الأمل في نفوس المسلمين بمواقفكم الشجاعة”، مضيفًا أن الشعب الباكستاني يثق بمنهج الأزهر، ويتابع مواقفه باهتمام واحترام بالغ، ويدعم رؤيته تجاه قضايا العالم الإسلامي
كما أعرب رئيس الأركان الباكستاني عن شكره العميق للأزهر الشريف على ما يقدِّمه من رعاية واهتمام بالطلاب الباكستانيين الدارسين فيه، مثمنًا مبادرة الأزهر بإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في باكستان، لافتًا إلى أن الأجيال الباكستانية السابقة اعتادت على دراسة اللغة العربية كمادة أساسية في المدارس، نظرًا لأهميتها في فهم القرآن الكريم، كما أشاد بدور الأزهر في دعم العلوم التطبيقية إلى جانب العلوم الشرعية، مؤكدًا أن بناء الأمم لا يكتمل إلا بالتقدم في مجالات الطب والهندسة وسائر العلوم الحديثة.
وفي ختام اللقاء، قدَّم رئيس الأركان الباكستاني دعوة رسمية إلى فضيلة الإمام الأكبر لزيارة باكستان، مؤكدًا أن الشعب الباكستاني يتطلع لهذه الزيارة بكل شوق، وقد رحَّب فضيلة الإمام بالدعوة، مؤكدًا عزمه على تلبيتها في أقرب فرصة ممكنة.
تعليقات