تتابع الأسواق العالمية باهتمام كبير نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي انطلق اليوم الثلاثاء ويستمر حتى غدٍ الأربعاء، لتحديد مصير أسعار الفائدة في يوليو 2025، في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة على صانعي القرار.
من المتوقع أن يُصدر الفيدرالي، غداً الأربعاء، قراره الخامس بشأن الفائدة لهذا العام، وسط توقعات واسعة بأن يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، عند النطاق الحالي الذي يتراوح بين 4.25% و4.5%، وهو المستوى الذي تم تثبيته خلال الاجتماعات الخمسة الأخيرة.
رغم التثبيت المتوقع، يواجه الاحتياطي الفيدرالي تحديات كبيرة مع استمرار معدل التضخم فوق المستوى المستهدف البالغ 2%، مما يضعه تحت ضغوط متزايدة بين الحاجة لاحتواء الأسعار والحفاظ على النمو الاقتصادي.
وفي هذا السياق، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الاثنين، دعوته للبنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، مشددًا على أن هذه الخطوة ستنعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في اسكتلندا مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر:
“أعتقد أنه بحاجة إلى القيام بذلك”، في إشارة إلى رئيس الفيدرالي جيروم باول، ومستوى الفائدة الذي وصفه بأنه يعيق النمو.
تأتي تصريحات ترامب ضمن سلسلة من الانتقادات التي وجهها للاحتياطي الفيدرالي منذ توليه المنصب مجددًا، حيث يرى أن استمرار أسعار الفائدة المرتفعة يُضعف الإنفاق الاستهلاكي، ويقوّض القدرة التنافسية للصادرات الأمريكية.
من جانبه، يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي التأكيد على استقلال قراراته عن الضغوط السياسية، مشددًا على أن السياسة النقدية تُبنى على تحليل دقيق لمؤشرات الاقتصاد، وفي مقدمتها التضخم، والنمو، وسوق العمل.
وكان الفيدرالي قد أشار في اجتماعه الأخير إلى أنه بحاجة إلى مزيد من البيانات قبل اتخاذ أي تحرك بشأن الفائدة، وهو ما يعزز التوقعات بالإبقاء على الوضع الراهن خلال اجتماع يوليو.
وتعيد تصريحات ترامب الجدل حول مدى تأثير السياسة على قرارات البنك المركزي، لا سيما في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن توازن الفيدرالي بين الاستقلال الاقتصادي والضغوط السياسية المتصاعدة.
ويبقى القرار النهائي للفيدرالي غدًا الأربعاء محط أنظار المستثمرين عالميًا، لما له من تأثير مباشر على حركة الأسواق العالمية، وسوق الصرف، وأسعار الأصول الخطرة، خاصة في بيئة دولية تتسم بعدم اليقين.