تقرير: سمر أبو الدهب
في خضم الأجواء الصيفية الحارة وارتفاع درجات الحرارة، تتركز الأنظار على وجهات المصايف المصرية الساحرة، التي كانت دائمًا ملاذًا للعائلات والأفراد، إلا أن الواقع الاقتصادي الحالي، وما يشهده من ارتفاع في الأسعار وتراجع في القوة الشرائية، يجعل من قضاء عطلة صيفية تقليدية حلمًا بعيد المنال لشريحة واسعة من المواطنين.
وفيما يتعلق بأسعار المصايف على الشواطئ المصرية، أوضح محمد سمير الخبير العقاري، في تصريح خاص لـ «نبأ مصر»، أن أسعار المصايف في مصر تعكس تباينات كبيرة، تعكس الفجوة الاقتصادية بين مختلف الشرائح، حيث تسجل المصايف الفاخرة والراقية، مثل الساحل الشمالي، وخاصة المناطق الجديدة والقرى السياحية الراقية، أسعارًا فلكية، حيث قد تصل إيجارات الوحدات الفاخرة لليلة واحدة إلى مئات الآلاف، بل قد تتجاوز المليون جنيه في بعض الأحيان، مما يجعلها حكرًا على فئة محدودة جدًا من المجتمع.
وأضاف سمير، أن المصايف المتوسطة مثل مرسى مطروح وبعض مناطق الإسكندرية والعين السخنة، تتراوح أسعار الشقق والفنادق لليلة الواحدة بين 500 إلى 1500 جنيه مصري، وقد تزيد هذه الأسعار حسب الموقع والقرب من الشاطئ والخدمات المتوفرة، ورغم أنها أقل تكلفة من الساحل الشمالي الفاخر، إلا أن التكلفة الإجمالية لقضاء عدة أيام قد تشكل عبئًا كبيرًا على ميزانية الأسرة المتوسطة.
وتابع الخبير العقاري، أن المصايف الاقتصادية والشعبية مثل جمصة، بلطيم، رأس البر، وبعض المناطق في الإسكندرية وفايد توفر خيارات تبدأ من 300 إلى 800 جنيه لليلة الواحدة للشقق أو الفنادق الاقتصادية، وتعتبر بحيرة قارون في الفيوم، وشواطئ بورسعيد، وخيارات بسيطة في دهب ونويبع، من البدائل التي توصف بأنها “مصيف الغلابة”، ورغم ذلك، فإن حتى هذه الأسعار البسيطة قد لا تكون في متناول الجميع عند احتساب تكاليف الإقامة والانتقالات والمأكل والمشرب لمدة أسبوع أو أكثر.
وأوضح أن “المصيف” لم يعد أولوية قصوى لكثير من الأسر المصرية، بل تحول إلى نوع من الرفاهية التي يصعب على معظم العائلات العادية تحمل تكاليفها، في ظل الأزمة المعيشية والتركيز على تلبية الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب وتعليم وصحة، حتى أن بعض الأسر التي كانت تعتاد على قضاء المصيف، أصبحت تقلل من عدد الأيام، أو تغير وجهتها إلى أماكن أقل تكلفة، أو تعزف تمامًا عن فكرة السفر والاكتفاء ببدائل ترفيهية بسيطة داخل المدن.