في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً على الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اليوم الجمعة رفضه التام لخطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقده في سبتمبر (أيلول) المقبل.

مواضيع مشابهة: الولايات المتحدة تعارض مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة باستخدام الفيتو
ماكرون يعلن أن بلاده تعتزم الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين
وجاءت تصريحات ترامب خلال لقائه مع الصحافيين في البيت الأبيض، حيث هاجم المبادرة الفرنسية بشدة، قائلاً: “ما يقوله لا يهم… إنه رجل جيد جداً، يعجبني، لكن هذا التصريح ليس له أي أهمية“، في إشارة إلى الرئيس الفرنسي ماكرون
وكان ماكرون قد أعلن مساء الخميس أن بلاده تعتزم الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في نيويورك، مشددًا على أن هذه الخطوة تأتي في إطار مساعٍ دولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، ومحاولة لإنهاء حالة الجمود السياسي في الملف الفلسطيني الإسرائيلي.
ورغم أن ترامب حرص على وصف ماكرون بـ”الرجل من طراز مختلف” الذي “يجيد العمل الجماعي”، إلا أنه شدد على أن تصريحات الرئيس الفرنسي “لن تغير شيئاً”، مضيفاً: “إليكم الخبر السار… ما يقوله لا أهمية له”
موقف فرنسي يسعى لإعادة التوازن الدولي.. أبرز تصريحات ماكرون
تصريحات ماكرون جاءت في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية تحولات متسارعة على المستويين الإقليمي والدولي، وفي ظل تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية واستمرار الجمود في عملية السلام.
وأكد الرئيس الفرنسي في خطابه مساء الخميس أن الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية يمثل “خطوة شجاعة” تهدف إلى إعادة فتح أبواب الحوار، و”إعطاء الأمل لشعوب المنطقة”.
كما لقيت هذه المبادرة ترحيبًا من بعض الدول الأوروبية والمنظمات الحقوقية التي طالما دعت إلى ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بينما قابلتها أطراف أخرى، لا سيما الإدارة الأمريكية السابقة، بالرفض والتحفظ.
رؤية أمريكية تختلف جذريًا
وتعكس تصريحات ترامب استمرار النهج الأمريكي الذي تبنته إدارته خلال فترة رئاسته، والذي مال بشكل واضح لصالح إسرائيل، لا سيما بعد اعترافه بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إليها عام 2018، بالإضافة إلى دعمه الكامل لخطط الضم والاستيطان في الضفة الغربية.
مقال مقترح: إعلام إسرائيلي يكشف عن رصد الجيش لإطلاق 100 صاروخ باليستي نحو إسرائيل
ويُنظر إلى رفض ترامب لموقف ماكرون باعتباره امتداداً لموقفه الرافض لأي مبادرة دولية قد تضع ضغوطاً على إسرائيل، أو تسعى لفرض حلول لا تتوافق مع الرؤية الإسرائيلية والأمريكية التقليدية.
ومن المتوقع أن تثير هذه التصريحات حالة من الانقسام داخل أروقة الأمم المتحدة، خاصةً مع تصاعد الدعوات الدولية لتكثيف الجهود من أجل إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين.
كما يُنتظر أن تشهد أروقة الجمعية العامة نقاشات موسعة بشأن المبادرة الفرنسية، وما إذا كانت ستحظى بتأييد أوروبي ودولي واسع، أم ستُواجه بعقبات دبلوماسية من الولايات المتحدة وحلفائها.
وتظل الأنظار متجهة إلى شهر سبتمبر المقبل، حيث سيشكل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ساحة حاسمة لاختبار الإرادة الدولية في التعامل مع واحدة من أكثر القضايا تعقيداً واستمرارية في تاريخ السياسة العالمية.
تعليقات