تمكنت الشبكة الموحدة للكهرباء في مصر من التعامل بنجاح مع الزيادة الكبيرة في الاستهلاك خلال الأيام الماضية، حيث سجلت 38000 ميجاوات يوم الأربعاء 23 يوليو 2025، مما يمثل أعلى معدل استهلاك لهذا العام وفقاً لتقارير المركز القومي للتحكم في الطاقة.
وأشار المركز القومي للتحكم إلى أن يوم أمس شهد زيادة غير مسبوقة في استهلاك الكهرباء وارتفاع الأحمال في هذا التوقيت من العام، موضحاً أنه لم يتم تسجيل هذا المستوى من الاستهلاك في السنوات الماضية حتى خلال ساعات الذروة، كما نوه بأن أقصى حمل تم تسجيله في العام الماضي كان ليوم واحد فقط نتيجة موجة حر شديدة تعرضت لها البلاد.
في ظل هذا الارتفاع الملحوظ، تابع الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تنفيذ خطة طوارئ لمواجهة أوقات الذروة في الأحمال، حيث شملت رفع درجة الاستعداد في قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع، وتكثيف فرق الدعم الفني والطوارئ والصيانة، وتفعيل لجان المرور والتفتيش بشكل يومي.
وجه عصمت بضرورة استمرار التواجد الميداني لرؤساء الشركات ومسؤولي التشغيل والصيانة على مدار الساعة، لمتابعة الشبكة بكافة جهودها، كما شدد على أهمية الاستجابة السريعة لشكاوى المواطنين من خلال منظومة متكاملة لتلقي البلاغات والتحقق من الحلول.
تسعى وزارة الكهرباء إلى الحفاظ على استقرار الشبكة الموحدة وضمان استمرارية التيار الكهربائي لكافة الاستخدامات مع الالتزام الصارم بمعايير الجودة، وأكدت الوزارة أن فرق التفتيش والمرور التابعة لها تتابع عن كثب تنفيذ تلك التعليمات وفعالية التدخلات الميدانية.
اشتكى عدد من المواطنين في الأيام الماضية من انقطاع الكهرباء المتكرر، مما أثار تساؤلات حول إمكانية عودة الحكومة لتخفيف الأحمال دون الإعلان عن ذلك، حيث ردت الشركة القابضة لكهرباء مصر على الشكاوى بالاعتذار عن انقطاع التيار، ونفت العودة إلى تخفيف الأحمال، مشيرة إلى أن انقطاع الكهرباء يعود إلى أعطال يتم إصلاحها بأسرع وقت ممكن.
وأوضح مصدر بالكهرباء أن زيادة الأحمال ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الكهرباء، مؤكداً أن هناك اجتماعات دورية تتم بين وزيري الكهرباء والبترول ورئيس الوزراء لمتابعة خطة العمل والاستعداد لتوفير متطلبات زيادة الطلب على الطاقة في الفترة الحالية، وننبه إلى أن أي تقارير تظهر على شبكة التواصل الاجتماعي قد تكون مسروقة، حيث تشهد زيادة الأحمال الكهربائية لتحسين جودة التغذية الكهربائية وتحقيق الاستقرار للشبكة الموحدة، خاصة في فترات الذروة، كما تتابع لجان العمل المشتركة المؤشرات خلال الفترة المقبلة لتوفير الوقود اللازم لاستمرار عمل محطات إنتاج الكهرباء.
وأكد وزير البترول توفير الوقود من الغاز والمازوت اللازم لمحطات توليد الكهرباء وفقاً لاحتياجاتها التي تحددها وزارة الكهرباء مسبقاً.
تواصل وزارة الكهرباء تنفيذ استراتيجيتها الوطنية للطاقة وتنويع مصادر توليد الكهرباء، والاعتماد على الطاقة المتجددة، من خلال استخدام تقنيات تخزين الطاقة والتوسع في إنشاء محطات التخزين، بالإضافة إلى تغيير نمط التشغيل وخفض استهلاك الوقود، بهدف الوصول بمعدلات الاستهلاك إلى أقل من 65 جرام وقود مكافئ لكل كيلووات.