أوضح الخبير الاقتصادي محمد عبد الفتاح أن السوق المصري يمر حاليًا بمرحلة نادرة تعرف اقتصاديًا بـ”نافذة الفرص المؤقتة” وهي فترة قصيرة يجب استغلالها بذكاء، نظرًا لما تحمله من مؤشرات اقتصادية إيجابية لا تتكرر كثيرًا.

من نفس التصنيف: مؤشر قطاع الأغذية والمشروبات والتبغ في البورصة يسجل ارتفاعًا بنسبة 0.37%
وأشار عبد الفتاح، عبر صفحته الشخصية على فيس بوك، إلى أن البنك المركزي المصري أعلن عن ارتفاع كبير في تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 82.7% خلال الفترة من يوليو 2024 حتى مارس 2025، لتصل إلى 26.4 مليار دولار، مقارنةً بـ 14.5 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق، بفارق نحو 11.9 مليار دولار.
الاستقرار وراء عودة التحويلات
وربط عبد الفتاح هذه القفزة في التحويلات باستقرار سعر الصرف بدءًا من مارس 2025، واختفاء الفارق الكبير بين السعر الرسمي وسعر الدولار في السوق السوداء، مما شجع المصريين بالخارج على التحويل عبر القنوات الرسمية.
كما أشار إلى أن شهادات الادخار الدولارية ذات العائد المرتفع التي طرحتها الحكومة سابقًا للمصريين بالخارج لعبت دورًا مهمًا في جذب هذه التحويلات، بالإضافة إلى حالة الثقة النسبية التي بدأت تتشكل لدى المصريين بعد فترة طويلة من الترقب وعدم وضوح الرؤية.
شوف كمان: وزير الإسكان يعلن عن طرح كراسات شروط سكن لكل المصريين 7 على منصة مصر الرقمية
تحسن في عجز المعاملات الجارية
وفي سياق متصل، أفاد الخبير الاقتصادي بأن عجز حساب المعاملات الجارية تراجع بنسبة 22.6% خلال نفس الفترة، حيث انخفض من 17.1 مليار دولار إلى 13.2 مليار دولار، ما يعكس تحسنًا في المؤشرات الاقتصادية الكلية.
وأوضح أن حساب المعاملات الجارية يُقاس بالفرق بين التدفقات النقدية الداخلة إلى الدولة (مثل التصدير والسياحة والتحويلات) والخارجة منها (مثل الواردات وخدمة الديون)، مشيرًا إلى أن عدة عوامل ساهمت في هذا التحسن، أبرزها:
- زيادة تحويلات المصريين بالخارج
- نمو ملحوظ في إيرادات السياحة، خاصة بعد عودة السياحة الروسية والألمانية وتحسن التصنيف الأمني لمصر
- ارتفاع صادرات السلع البترولية وغير البترولية
- تدفقات قوية من الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)
“السوق يتنفس”.. وتحذير من ضياع الفرصة
وأكد عبد الفتاح أن هذه المؤشرات تعكس بداية تعافي حقيقي للاقتصاد المصري، مشددًا على أن السوق “بدأ يتنفس” وأن هناك فرصة سانحة أمام المستثمرين المحليين والأجانب يجب اقتناصها سريعًا.
وأضاف: “الأسعار ما زالت مستقرة نسبيًا، والمؤشرات إيجابية، والسوق يرسل إشارة خضراء واضحة: اتحرك الآن قبل أن تتغير المعادلة وتدخل الدورة الاقتصادية التالية”
واختتم الخبير الاقتصادي بالتأكيد على أن الاستثمار الناجح لا يعتمد على الحظ، بل على قراءة التوقيت والثقة في السوق، وأن من يتخذ قراره الآن سيكون في مقدمة المستفيدين من المرحلة المقبلة التي قد تشهد تحولًا كبيرًا في اتجاهات الأسعار والنمو.
تعليقات