صرّح مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، في بيان له اليوم، بأنه لا توجد مؤسسة دينية في العالم تجسد منهج الوسطية والاعتدال كما يفعل الأزهر الشريف، هذا الصرح العظيم الذي يحرص إمامه الأكبر على التأكيد في كل لقاء ومحفل على حرمة الدماء، ويدعو إلى التسامح وقبول الآخر، ويندد بالعنف والإرهاب والتكفير، ويعكس ذلك آلاف العلماء والأساتذة والطلاب والخريجين المنتشرين في مصر والعالم، حاملين راية الاعتدال ونور العلم، رافضين كل فكر منحرف أو دعوة ظلامية.

مقال له علاقة: استعد لعيد الأضحى 2025 مع أبرز الأفلام في السينما وأبطالها المميزين
كما أضاف شاهين: “من هنا، فإن تحميل الأزهر وِزر فردٍ أو اثنين ضلّا الطريق، أو اتهامه بتخريج إرهابيين لمجرد أن أحدهم انتسب إلى إحدى كلياته، يُعتبر ظلمًا بيّنًا وتجنيًا لا يتماشى مع منطق أو عدل”، موضحًا أنه ليس كل من مرّ بالأزهر يُنسب إليه فكرًا وسلوكًا، تمامًا كما لا يُقال عن أي جامعة في العالم إنها تُخرّج إرهابيين لأن أحد الخارجين على القانون تخرج فيها، سواء كانت جامعة عربية أو أوروبية
واستكمل إمام مسجد عمر مكرم بأن من خرج عن منهج الأزهر الوسطي لا يُمثّله، ولا يُحسب عليه، بل إن هؤلاء لا يدينون بالولاء للأزهر، ولا للوطن، ولا حتى للدين، بقدر ما يدينون بالولاء لجماعاتهم وتنظيماتهم التي تأتي عندهم على كل انتماء، موضحًا أن الأزهر، بمواقفه ومناهجه وكتبه وخطابه الرسمي، واضح في إدانته للعنف والتطرف، وفي تصديه للفكر الإرهابي تفنيدًا وتعليمًا وتحصينًا، بلا لبس أو غموض.
وأشار إلى أنه ليس مطلوبًا من الأزهر الشريف أن يُصدر بيانًا يُبرّئ فيه ساحته، وكأنه موضع اتهام أو شبهة، فالمُتّهم هو من يثبت انحرافه، لا من علّمه الخير والدين القويم، وإذا ساغ هذا المنطق المقلوب، لوجب على كل جامعات العالم أن تُصدر بيانات تنفي فيها مسؤوليتها عن أي خريج انحرف عن القانون أو تورط في العنف أو الإرهاب، سواء أكان في الشرق أو الغرب، في جامعات عربية أو أوروبية أو أمريكية، لكن الحقيقة أن المؤسسات التعليمية – ومنها الأزهر – تُحاسَب بما تقدمه من مناهج وقيم، لا بما يفعله من ضلّ السبيل ممن مروا بها، ونقضوا عهود العلم والأخلاق والدين.
مقال مقترح: الرئيس السيسي يوافق على قرض 35 مليون يورو لإنشاء خط سكك حديدية يربط الروبيكي بالعاشر من رمضان وبلبيس
وأوضح أن ما نعلمه يقينًا أن بعض الأصوات التي تتعمد الإساءة إلى الأزهر إنما تفعل ذلك بدافع هوى في النفوس، أو تنفيذًا لأجندات وتنظيمات مشبوهة، يعرف أصحابها تمامًا أن الأزهر بمنهجه الوسطي المعتدل يقف عقبة كأداء أمام مشروعاتهم المريضة، وقد بلغ الأمر بأحد هذه الكيانات أن صرح علنًا بأن الأزهر الشريف يُمثل خطرًا مباشرًا على مشروعه، فما لبثت الأبواق أن انطلقت في الهجوم عليه، محاولةً هدمه وتغييبه، لا لشيء إلا لإزاحة ذلك “الخطر” عن أسيادهم.
واختتم حديثه قائلًا: “فكفوا عن محاولات التشويه والاصطياد في الماء العكر، واعلموا أن الأزهر، بتاريخِه العريق، ومنهجِه الوسطي، وعلمائِه الراسخين، سيظل – بإذن الله – حصنًا منيعًا في وجه كل فكر متطرف، وسندًا أمينًا لهذا الوطن في معاركه الكبرى ضد الجهل والتكفير والعمالة”
تعليقات