بعد أسبوع من التقلبات، يظل سؤال استمرار صعود الذهب في السعودية مطروحًا بقوة في الأوساط الاقتصادية وأسواق المعادن الثمينة، خاصة مع تغير المشهد العالمي وتذبذب ثقة المستثمرين بين الملاذات الآمنة والأسواق عالية المخاطرة.
شهدت المملكة في الأيام الأخيرة تذبذبات حادة، حيث تحركت الأسعار بين موجات ارتفاع وانخفاض مدفوعة بمجموعة من العوامل العالمية والإقليمية، ورغم ما توحي به المؤشرات الأولية من استقرار نسبي، تبقى الرؤية المستقبلية غامضة.
هل يواصل الذهب في السعودية الصعود؟
يستعرض التقرير التالي أحدث أسعار الذهب في السعودية اليوم الأحد 20 يوليو 2025، بالإضافة إلى أبرز المحركات الاقتصادية التي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه الأسعار، إلى جانب نظرة تحليلية حول إمكانية استمرار الذهب في الصعود خلال الفترة المقبلة.
رغم التراجع النسبي في أسعار الذهب عالميًا، يظل السوق السعودي متأثرًا بعوامل محلية خاصة، مثل الطلب الموسمي والاحتفالات والمناسبات، إلى جانب الاستقرار المالي والسياسي في المملكة.
إليك سيناريوهان رئيسيان لتوجهات الذهب في السعودية خلال الأيام القادمة:
السيناريو الأول: مواصلة الصعود، إذا شهدت الأسواق العالمية موجات جديدة من الاضطرابات الاقتصادية أو السياسية، فإن المستثمرين سيعودون سريعًا إلى الذهب كملاذ آمن، مما سيدفع بأسعاره محليًا للارتفاع
استمرار التضخم العالمي دون السيطرة الكافية قد يدفع المواطنين والمستثمرين داخل المملكة إلى زيادة الإقبال على الذهب كوسيلة للتحوط من تآكل القوة الشرائية.
السيناريو الثاني: العودة للهبوط، في حال واصل الدولار الأمريكي ارتفاعه واستقرت أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة، فمن المتوقع أن يستمر الضغط على الذهب، مما قد ينعكس على الأسعار في السوق السعودي بالاتجاه الهبوطي
كذلك، فإن تحسن شهية المستثمرين تجاه أسواق الأسهم السعودية، بفضل الإصلاحات الاقتصادية وخطط التخصيص، قد يسحب السيولة من سوق الذهب ويؤثر سلبًا على الأسعار.
هل يواصل الذهب في السعودية الصعود؟
سجلت أسعار الذهب بالسوق السعودي اليوم استقرارًا مائلًا إلى الارتفاع الطفيف، على النحو التالي:
سجل كيلو ذهب عيار 24 نحو 403,867.13 ريال سعودي (ما يعادل 107,697.90 دولار أمريكي).
سجلت أونصة ذهب عيار 24 نحو 12,561.68 ريال (3,349.78 دولار).
سجل غرام ذهب عيار 24 نحو 403.88 ريال (107.70 دولار).
سجل غرام ذهب عيار 23 نحو 387.04 ريال (103.21 دولار).
سجل غرام ذهب عيار 22 نحو 370.20 ريال (98.72 دولار).
سجل غرام ذهب عيار 21 نحو 353.40 ريال (94.24 دولار).
سجل غرام ذهب عيار 18 نحو 302.89 ريال (80.77 دولار).
وتعد الأسعار المذكورة إرشادية وتخضع للتغير على مدار اليوم وفقًا لحركة السوق العالمية وسعر صرف الدولار مقابل الريال.
هل يواصل الذهب في السعودية الصعود؟
شهدت أسعار الذهب عالميًا تذبذبًا واسعًا في الفترة الأخيرة، مدفوعة بمجموعة من المؤثرات الاقتصادية والجيوسياسية التي أربكت حسابات المستثمرين، من أبرزها:
1. قوة الدولار الأمريكي.
ارتفاع الدولار الأمريكي يضغط على أسعار الذهب بشكل مباشر، إذ أن الذهب مقوّم بالدولار، وكلما ارتفعت قيمة العملة الخضراء، أصبحت تكلفة شراء الذهب أعلى بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، مما يضعف الطلب عالميًا، ويؤدي إلى انخفاض الأسعار.
2. تغيرات أسعار الفائدة الأمريكية.
تلعب سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورًا كبيرًا في تحديد جاذبية الذهب.
ومع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية وتراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة، تتجه الأموال نحو الأصول ذات العائد الثابت، مما يحد من جاذبية الذهب كمخزن للقيمة في الأوقات العصيبة.
3. تقلص المخاوف الجيوسياسية.
شهد الشرق الأوسط خلال الفترة الأخيرة انفراجًا نسبيًا بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مما ساهم في تهدئة الأسواق وتقليص شهية الطلب على الذهب كملاذ آمن.
4. أداء البورصات العالمية.
التراجع النسبي في أداء البورصات العالمية ألقى بظلاله على الذهب، حيث فقد بعضًا من بريقه لصالح الأسهم التي تقدم عوائد أسرع في فترات التعافي الاقتصادي، الأمر الذي انعكس بدوره على الأسواق الخليجية ومن ضمنها السوق السعودي.
5. تحسن شهية المخاطرة.
مع تقلص المخاطر الجيوسياسية وتحسن بعض المؤشرات الاقتصادية، زادت شهية المستثمرين للمخاطرة، وهو ما أدى إلى تحول في السيولة بعيدًا عن الذهب، وتوجيهها نحو أدوات مالية أكثر ربحًا على المدى القصير.
في النهاية، وبعد أسبوع من التقلبات، هل يواصل الذهب في السعودية الصعود؟ الجواب يرتبط بمجموعة من المتغيرات المتشابكة التي لا تزال قيد التفاعل، وعلى رأسها تحركات الدولار، قرارات الفيدرالي الأمريكي، والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
يبقى الذهب خيارًا استراتيجيًا لكثير من المستثمرين في المملكة، سواء لأغراض الاستثمار أو الادخار أو حتى الزينة.
وفي ظل التغيرات المتسارعة، يبقى الرصد اليومي والتحليل الموضوعي للمؤشرات الاقتصادية هو الأساس في اتخاذ القرار السليم.