قال الدكتور أحمد العناني، خبير العلاقات الدولية، إن إسرائيل تسعى بكل الطرق إلى تقويض الدولة السورية ومنعها من التعافي أو بناء مؤسساتها، مستغلة حالة الهشاشة التي يعاني منها النظام السوري، وخاصة في ظل تفكك السيطرة داخل الفصائل المسلحة.
وأشار في تصريحات خاصة لـ «نبأ مصر» إلى أن الجولاني فقد السيطرة على بعض الجماعات المتطرفة التي لم تعد تتفق معه مؤخرًا، ويخشى الدخول في صدام مباشر معها.
وأوضح العناني أن إسرائيل وجدت في هذا الوضع فرصة للتدخل بحجة حماية الدروز، الذين يمتد بعضهم إلى هضبة الجولان، مضيفًا أن تل أبيب تعتبر الدروز مقيمين على أراضي الجولان وتمنحهم معاملة كمواطنين من الدرجة الثانية، لكنها في الوقت نفسه سمحت بمرور بعض الجماعات المسلحة لمساعدتهم، ما تسبب في زيادة حدة الاحتقان داخل سوريا.
وأشار الخبير إلى أن تل أبيب تستخدم هذه الذريعة لتوجيه ضربات عسكرية داخل الأراضي السورية، في إطار خطة أوسع لتفكيك البنية العسكرية للدولة السورية ومنع إعادة بناء جيش موحد، معتبرًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتبر هذه اللحظة فرصة ذهبية لضرب الجيش السوري قبل أن يستعيد عافيته.
وأكد العناني أن نتنياهو يدرك جيدًا أن الجولاني قد يتحول إلى نسخة من يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، ويمكن أن يشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل مستقبلاً حال تمكن الجيش السوري من إعادة تنظيم صفوفه.
ولفت العناني إلى أن إسرائيل هي الطرف المستفيد من تصاعد هذا الصراع، وهي التي تغذيه بهدف إدامة حالة عدم الاستقرار ومنع عودة سوريا كدولة قوية في الإقليم.