فضل شاكر يتصدر التريند بأغنية “كيفك ع فراقي” بينما يبقى ملفه القضائي مفتوحًا

فضل شاكر يعود للواجهة مجددًا، ليس فقط من خلال أغنيته الجديدة “كيفك ع فراقي” التي تصدرت منصات الاستماع في العالم العربي، بل أيضًا بقصته المثيرة للجدل التي تجمع بين الفن والسياسة والدين والقضاء.

فضل شاكر يتصدر التريند بأغنية “كيفك ع فراقي” بينما يبقى ملفه القضائي مفتوحًا
فضل شاكر يتصدر التريند بأغنية “كيفك ع فراقي” بينما يبقى ملفه القضائي مفتوحًا

ورغم كل ما مر به، يظل صوته يحتفظ بجاذبيته لدى الجمهور، ويواصل محاولاته للعودة وسط تساؤلات لا تتوقف، فهل ينجح فضل شاكر في استعادة صورته الفنية بعد كل هذه السنوات من الغياب؟

فضل شاكر يتصدر الساحة الغنائية رغم الغياب

منذ طرح أغنيته الأخيرة “كيفك ع فراقي”، عاد اسم فضل شاكر ليتردد بقوة عبر مواقع التواصل ومحركات البحث، في مؤشر على أن جمهوره لا يزال حاضرًا ومستعدًا للاستماع إلى صوته، رغم كل ما أثير حوله خلال السنوات الماضية.

ولا يتعلق الأمر فقط بالأغنية الجديدة، بل بقصة رجل صعد سريعًا إلى قمة المجد الفني، ثم انسحب فجأة تحت وطأة أحداث سياسية وأمنية، ليعود اليوم بمحاولات فنية متواصلة عبر المنصات الرقمية.

فضل شاكر.

من ملك الرومانسية إلى صوت غائب

بدأت رحلته من مدينة صيدا جنوب لبنان في أواخر التسعينيات، حين قدم نفسه كصوت دافئ في وقت كانت الساحة الغنائية تميل للإيقاعات السريعة والراقصة، بألبومات مثل “بياع القلوب” و”الحب القديم”، استطاع أن يفرض نفسه كأحد أبرز الأصوات الرومانسية في الوطن العربي.

تميز بأغاني حققت انتشارًا واسعًا، مثل “يا غايب” و”معقول” و”لو على قلبي” و”الله أعلم”، وأبدع في الدويتوهات، خاصة أغنيته “أحاول” مع نوال الكويتية، التي اعتُبرت علامة فارقة في مسيرته.

لقبته الصحافة بـ”ملك الرومانسية”، وشارك في أكبر المهرجانات العربية، مثل قرطاج وجرش، ليصبح واحدًا من الأسماء اللامعة في عالم الطرب.

الاعتزال المفاجئ وبداية التحول

في عام 2012، فاجأ فضل شاكر جمهوره بإعلان اعتزاله الفن، وهو القرار الذي لم يكن مفهومًا وقتها، خاصة أنه كان في قمة نجوميته، لكن سرعان ما بدأت الأخبار تتحدث عن تحوله الديني وتقرّبه من الشيخ أحمد الأسير في صيدا، ما وضعه تحت المجهر، خاصة مع تصاعد التوترات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.

وجاءت ذروة التحول في 2013، عقب أحداث عبرا، وهي مواجهات مسلحة بين جماعة الشيخ الأسير والجيش اللبناني، اتُّهم فيها فضل شاكر بالتورط، رغم نفيه المتكرر لأي مشاركة فعلية.

ومنذ ذلك الحين، أصبح مطلوبًا للقضاء اللبناني، وتوالت الأحكام الغيابية ضده، بينها السجن 15 عامًا، ثم حكم آخر بالسجن 7 سنوات وغرامة مالية.

ورغم تلك الأحكام، خرج شاكر أكثر من مرة في مقابلات إعلامية مصورة ينفي فيها مشاركته في أي أعمال عنف، مؤكدًا أن بعض تصريحاته السابقة كانت بدافع الانفعال والارتباك، وأنه يرغب فقط في حياة هادئة بعيدًا عن الصراعات.

فضل شاكر.

العودة عبر الإنترنت.. صوت بلا مسرح

في عام 2018، وبعد سنوات من الغياب، عاد فضل شاكر بأغنية “ليه الجرح”، التي نشرها عبر قناته الرسمية على يوتيوب، وحققت نسب مشاهدة عالية، ما شجعه على مواصلة إصدار الأغاني تباعًا، معتمدًا فقط على الإنترنت والمنصات الرقمية، لأنه لا يستطيع الظهور في حفلات أو مناسبات عامة بسبب وضعه القانوني.

وفي السنوات التالية، أصدر مجموعة من الأغاني التي حازت على إعجاب المتابعين، منها “لحظة لقانا” و”ابقى قابلني” و”غيب” و”مرينا”، وحقق من خلالها نسب استماع عالية على أنغامي وسبوتيفاي ويوتيوب، ما أعاده تدريجيًا إلى قوائم التريند، رغم الحظر الإعلامي المفروض عليه في عدد من القنوات والمحطات الرسمية.

“كيفك ع فراقي”.. عودة مختلفة برفقة ابنه

وجاءت أغنية “كيفك ع فراقي” التي قدمها مؤخرًا بمشاركة ابنه محمد، لتكون أكثر من مجرد أغنية رومانسية، فقد حملت رمزية كبيرة، جمعت بين الأب والابن، وبين الماضي الفني لمحمد شاكر الذي بدأ مسيرته قبل سنوات ومحاولات الأب للعودة مجددًا إلى جمهوره.

لاقى العمل تفاعلًا واسعًا، وعبّر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي عن إعجابهم بالأداء المشترك والانسجام بين الصوتين، مؤكدين أن فضل لا يزال يحتفظ بصوته وأسلوبه رغم كل شيء.

وقد نشر محمد شاكر صورة مؤثرة تجمعه بوالده، ما منح الأغنية بعدًا إنسانيًا أكبر، وأعاد الجدل مجددًا حول إمكانية عودة فضل شاكر بشكل أوسع إلى الساحة الفنية، إذا ما تم تسوية وضعه القانوني.