تقرير: سمر أبو الدهب
أوضح الدكتور عمرو يوسف، أستاذ الاقتصاد والتشريعات المالية والضريبية، في تصريح خاص لـ”نبأ مصر”، أن منظومة الاتصالات ونقل البيانات في مصر شهدت اضطرابًا كبيرًا لساعاتٍ قليلة، ولكن الشبكة تعافت بسرعة مذهلة وتم السيطرة على الحرائق، في حادثة فريدة حدثت في سنترال رمسيس، وهذا التعافي السريع والفعالية في التحكم تعكسان قوة الأجهزة المعنية وقدرتها على التصدي لمثل هذه الحوادث بكفاءة عالية.
وأضاف يوسف أن نقاط نقل البيانات تُعتبر عصب “الاقتصاد الرقمي”، الذي أصبح يتغلغل في أدق تفاصيل حياتنا اليومية، إذ أصبح الإنترنت وتطبيقاته جزءًا لا يتجزأ من أنشطتنا، ولذلك فإن أي تأثير جزئي أو كلي على الشبكة قد يؤدي إلى عرقلة، بل وتوقف عام لمصالح الدولة والأفراد، مشيرًا إلى أن توقف المواقع الإلكترونية قد ينتج عنه خسائر مالية جسيمة نتيجة توقف عوائد الإعلانات والتسويق، كما تتأثر أعمال البنوك وخدماتها المالية والمصرفية بشكل كبير، بالإضافة إلى توقف شبكات الهواتف المحمولة وجميع التطبيقات المالية الوسيطة التي تعتمد على الإنترنت، كما تتعطل خدمات حجز تذاكر النقل بجميع أنواعها، وقد تمتد الآثار إلى شبكات الكهرباء والخدمات المرتبطة بها.
وأشار إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة هو، هل من الممكن أن يحدث انهيار تام للشبكة العنكبوتية؟ الإجابة تأتي من المتخصصين في هذا المجال، حيث يرون أن الانقطاع التام شبه مستحيل، ويمكن اعتباره ضمن روايات الخيال العلمي، لأن هذه الخدمات تعمل وفق آليات ذاتية معقدة، وتؤثر فيها مجموعة كبيرة من الخوادم والشركات وملايين المستخدمين، وعادة ما يحدث خروج جزء من الشبكة عن الخدمة أو تعطل بعض أجزائها، وهو أمر يتكرر على مدار الساعة عند تعطل أحد الخوادم، وهذه الأعطال تكون عادةً منفردة ومؤقتة، وهذا ما حدث بالفعل في حادثة سنترال رمسيس، حيث عادت الخدمات تدريجيًا إلى وضعها الطبيعي.
وتابع الخبير الاقتصادي أن التخوف من انقطاع الشبكة العنكبوتية بشكل كامل غير مبرر علميًا وفقًا لآراء المتخصصين، ومع ذلك، أصبح من الضروري على كل دولة اتخاذ الاحتياطات اللازمة والعمل على تأمين بياناتها وشبكة معاملاتها الإلكترونية، ووضع خطط بديلة، حيث يضمن هذا التأمين المضي قدمًا في عالم الاقتصاد الرقمي دون خسائر، أو بأقل خسارة ممكنة في أسوأ الأحوال.