يحافظ الذهب عيار 21 في الإمارات، اليوم الجمعة، الموافق 11 يوليو 2025، على استقراره النسبي في الأسواق المحلية، حيث تتجه أنظار المستثمرين والمستهلكين نحو متابعة الأسعار اليومية للمعدن الأصفر، بالتزامن مع الاضطرابات الاقتصادية العالمية وتقلبات أسعار الفائدة وأسواق العملات.
يُعتبر الذهب من أهم الأدوات الاستثمارية في السوق الإماراتي، سواء في قطاع التجزئة أو بين كبار المستثمرين، ويأتي عيار 21 في مقدمة العيارات التي يحرص المواطنون والمقيمون على اقتنائها، نظرًا لتوازنها بين القيمة والجودة وسهولة التسييل.
سجل كيلو ذهب عيار 24 في السوق الإماراتي صباح اليوم نحو 394205.42 درهم إماراتي، ما يعادل نحو 107339.80 دولار أمريكي، ليعكس استقرارًا مقارنة بتعاملات الأيام السابقة، ويُظهر توازنًا بين العرض والطلب داخل السوق المحلي، رغم التقلبات المحدودة في السوق العالمي.
وسجلت أونصة الذهب عيار 24 حوالي 12261.16 درهم إماراتي، أي ما يعادل 3338.64 دولار أمريكي، مواصلة تداولها ضمن نفس النطاق السعري الذي استقرت عليه منذ بداية الأسبوع الجاري، ما يعكس استقرارًا في مؤشرات السوق العالمية وعدم وجود أحداث مؤثرة جوهرية حتى الآن.
تُظهر هذه الأرقام أن سعر الذهب عيار 21 في الإمارات اليوم الجمعة يواصل تمركزه ضمن نطاق سعري مقبول نسبيًا، وهو ما يعزز ثقة المتعاملين في السوق.
ويشجع الكثير من المستهلكين على الشراء، خاصة مع قرب حلول موسم الإجازات والسفر، الذي يشهد عادةً زيادة في الطلب على المشغولات الذهبية.
يعود هذا الاستقرار إلى مزيج من العوامل، أبرزها التوازن النسبي في أسعار الدولار، والترقب العالمي لما ستسفر عنه التحركات القادمة للفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، فضلًا عن غياب أخبار اقتصادية مؤثرة بشكل مباشر على سوق الذهب خلال الأسبوع الحالي.
يرتبط سعر الذهب في الإمارات ارتباطًا وثيقًا بالسوق العالمي، خاصة أن الدولة تعتمد بشكل رئيسي على الاستيراد في قطاع الذهب.
إضافة إلى وجود دبي كمركز عالمي لتداول الذهب في منطقة الشرق الأوسط، مما يجعل الأسعار تتأثر سريعًا بأي تغيرات خارجية.
من المؤكد أن عيار 21 يظل العيار الأكثر طلبًا في الإمارات، خاصة من قبل العائلات والمستهلكين الراغبين في شراء مشغولات ذهبية للاستخدام الشخصي أو المناسبات، نظرًا لأنه يجمع بين الشكل الجذاب والسعر المناسب مقارنة بالعيارات الأعلى مثل 22 أو 24.
من جهة أخرى، تشهد محال الصاغة في أبوظبي ودبي والشارقة استقرارًا نسبيًا في وتيرة البيع والشراء خلال هذا الأسبوع، وسط ترقب المواطنين والمقيمين لأي تغيرات مفاجئة قد تطرأ على الأسعار نتيجة تحركات الأسواق الدولية أو صدور بيانات اقتصادية أمريكية جديدة.
يرى الخبير الاقتصادي رشاد عبده، في تصريحات خاصة لـ «نبأ مصر» أن هناك فرصًا جيدة للشراء حاليًا، خاصة في ظل التوقعات بأن تشهد أسعار الذهب العالمية بعض الارتفاعات المحدودة خلال الأشهر المقبلة، حال استمرار السياسات النقدية المتشددة عالميًا أو تفاقم التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق.
كما أن السوق الإماراتي سيواصل جاذبيته كمركز رئيسي لتجارة الذهب في المنطقة، مستفيدًا من بنية تحتية قوية، وبيئة اقتصادية مستقرة، وسياسات مالية مرنة تسهم في استقرار السوق وتدفق الاستثمارات بشكل مستمر.
تتأثر حركة البيع والشراء في سوق الذهب بعدد من العوامل العالمية الرئيسية التي تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي بشكل فوري، مما يجعل الذهب من أكثر الأدوات الاستثمارية حساسية تجاه أي تطورات خارجية.
في مقدمة هذه العوامل يأتي سعر الدولار الأمريكي، حيث ترتبط العلاقة بين الذهب والدولار بشكل عكسي؛ فارتفاع الدولار يؤدي إلى تراجع أسعار الذهب، بينما انخفاض الدولار يساهم في ارتفاعه لأنه يصبح أكثر جاذبية للمشترين من العملات الأخرى.
كما تلعب أسعار الفائدة التي يحددها البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورًا حاسمًا، إذ أن زيادة الفائدة تعزز من جاذبية الأصول ذات العائد الثابت مثل السندات، مما يدفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الذهب، والعكس صحيح عند خفض الفائدة.
تعتبر التوترات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية العالمية أيضًا من العوامل التي تعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن، حيث يميل المستثمرون إلى شراء المعدن الثمين عند الشعور بعدم الاستقرار في الأسواق، كما حدث في أزمات كبرى مثل الحرب الروسية الأوكرانية أو خلال جائحة كورونا.
ولا يمكن تجاهل تأثير البيانات الاقتصادية العالمية، مثل معدلات التضخم، ونسب البطالة، ومؤشرات النمو الصناعي، حيث إن أي تراجع في الأداء الاقتصادي للدول الكبرى غالبًا ما يدعم ارتفاع أسعار الذهب على المستوى العالمي.
وأخيرًا، فإن الطلب على الذهب في الأسواق الكبرى مثل الهند والصين، وهما من أكبر مستهلكي المعدن، يؤثر بشكل مباشر على توازن الأسعار العالمية، خاصة خلال المواسم الدينية أو فترات زيادة معدلات الشراء.