في مثل هذا اليوم، 10 يوليو، فقدت السينما المصرية والعالمية أحد أبرز رموزها، الفنان الكبير عمر الشريف، الذي لم يكن نجمًا محليًا فحسب، بل رمزًا عالميًا تخطى الحدود والثقافات واللغات، ليصبح وجه العرب في هوليوود، وصاحب مسيرة فنية وإنسانية لا تُنسى.
عمر الشريف لورانس العرب.
وُلد في 10 أبريل 1932 بالإسكندرية، باسم ميشيل شلهوب لعائلة سورية لبنانية ميسورة الحال.
تلقى تعليمه في “كلية فيكتوريا” بجامعة الإسكندرية، ثم التحق بجامعة القاهرة ليدرس الرياضيات والفيزياء.
ورغم اتجاهه للعمل في تجارة الأخشاب، كان شغفه بالفن أقوى، فبدأ التمثيل عام 1954 من خلال فيلم “صراع في الوادي”، الذي أخرجه يوسف شاهين، وشاركه البطولة فاتن حمامة.
شكل تعارفه مع فاتن حمامة نقطة تحول في حياته الشخصية والفنية، اعتنق الإسلام وغير اسمه إلى عمر الشريف ليتزوجها، وأنجب منها ابنهما طارق.
استمر زواجهما حتى عام 1974، لكن الشريف ظل يعتبرها “حب حياته”، رغم ارتباطه لاحقًا بنجمات عالميات.
لم يتزوج بعدها أبدًا، مؤكدًا في لقاءات كثيرة أن فاتن كانت المرأة الوحيدة التي أحبها بصدق.
رغم الشائعات الكثيرة عن علاقات ربطته بنجمات عالميات، من بينهن:
باربرا سترايسند، حيث شاركها بطولة فيلم “Funny Girl”، وانتشرت أخبار عن علاقة عاطفية بينهما، خاصة أنها يهودية، ما أثار جدلًا سياسيًا حينها.
إنغريد بيرغمان، قيل إن علاقة صداقة قوية جمعتهما.
أندريا فيريول، ممثلة فرنسية كانت أقرب النساء إليه في أواخر حياته، وظلت ترافقه في سنواته الأخيرة، لكن العلاقة لم تُتوج بزواج.
عمر الشريف.
حقق عمر الشريف انطلاقته الدولية عبر فيلم “لورنس العرب” عام 1962، حيث جسّد دور الشريف علي، ليحصد ترشيحًا لجائزة الأوسكار، وجائزتين من غولدن غلوب.
بعدها قدم دور البطولة في فيلم “دكتور جيفاجو” (1965) الذي رسّخ مكانته كنجم عالمي.
شارك في عدد من الأفلام الكبرى مثل “Funny Girl” و”Genghis Khan” و”The Night of the Generals”، وأصبح أول ممثل عربي يخترق جدران هوليوود بقوة وتميز.
في السينما المصرية، قدم عمر الشريف أفلامًا مثل:
“صراع في الوادي”.
“أيامنا الحلوة”.
“نهر الحب”.
“إشاعة حب”.
“غرام الأسياد”.
“حسن ومرقص”.
أما في السينما العالمية، فاشتهر بـ:
“Lawrence of Arabia”.
“Doctor Zhivago”.
“Funny Girl”.
“The Fall of the Roman Empire”.
وفي أواخر مسيرته، أبدع في فيلم “Monsieur Ibrahim” (2003) والذي نال عنه جائزة سيزار الفرنسية.
بعيدًا عن الفن، كان الشريف لاعب بريدج محترفًا عالميًا، ألف كتبًا وكتب مقالات عن اللعبة، وأطلق لعبة إلكترونية باسمه.
ورغم شهرته، عُرف بتواضعه وابتسامته وحبه للسفر والانفتاح على الثقافات المختلفة.
ختامًا، في 10 يوليو 2015، توفي عمر الشريف عن عمر 83 عامًا إثر أزمة قلبية، بعد معاناة من مرض الزهايمر في سنواته الأخيرة.
رحل بجسده، لكنه بقي في ذاكرة العالم كأيقونة لا تتكرر، ورمز عربي عالمي لمعنى النجومية الحقيقية.