خبير اقتصادي يحذر من حادث حريق سنترال رمسيس ويعتبره دليلاً على ضرورة إصلاح البنية التحتية الرقمية في مصر
تقرير: سمر أبو الدهب

من نفس التصنيف: تراجع أسعار النفط بعد ارتفاع ملحوظ وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.. اكتشف التفاصيل هنا
حادث الانقطاع الأخير لم يكن مجرد حدث عابر، بل كشف عن هشاشة محتملة في البنية التحتية الرقمية المصرية، ودق جرس إنذار يدعو إلى مراجعة شاملة لخطط الطوارئ وكفاءة الاستجابة للأزمات في عصر يعتمد فيه كل جانب من جوانب الحياة على الاتصال الرقمي، ويطرح هذا الحدث تساؤلات حيوية حول مدى جاهزية مصر الرقمية لمواجهة أي طارئ.
تبعات الانقطاع الرقمي
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور هاني أبو الفتوح أن العالم اليوم، حيث كل شيء متصل بالإنترنت، يجعل أي انقطاع، حتى لو كان لفترة قصيرة، يحمل عواقب وخيمة تتجاوز مجرد الإزعاج، فقد يتسبب الانقطاع في شلل للعديد من القطاعات التي تعتمد على الإنترنت، من الشركات الكبرى إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مما يؤدي إلى خسائر مادية فادحة وتعطل للإنتاجية.
كما أشار إلى أن البنية التحتية الرقمية القوية والموثوقة تُعتبر عاملًا أساسيًا لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، فالمستثمرون يبحثون عن بيئة أعمال مستقرة ومأمونة تقنيًا، وأي إشارات ضعف في هذا الجانب قد تدفعهم لإعادة النظر في خططهم، بالإضافة إلى أن تكرار حوادث الانقطاع يؤثر بشكل مباشر على ثقة المواطنين والمؤسسات في الخدمات الرقمية، مما يقوض جهود التحول الرقمي الشامل للدولة.
شوف كمان: مشاركة مصر في المعرض الدولي للمشروعات الصغيرة في الصين تعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين
تساؤلات حول خطط الطوارئ
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن هذا الحادث يثير تساؤلات مُلحة حول وجود وكفاءة خطط الطوارئ الخاصة بالبنية التحتية الرقمية لمواجهة الأزمات الكبرى، أم أن التعامل يتم بردود أفعال بعد وقوع الكارثة؟ وهل يتم اختبار هذه الخطط بانتظام وبشكل دوري، وهل يتم تحديثها بناءً على نتائج هذه الاختبارات والتحديات المتغيرة؟
وتساءل أبو الفتوح عن مدى جاهزية الفرق المتخصصة للتعامل مع مثل هذه الحوادث الكبيرة بكفاءة وسرعة، مع ضرورة إجراء تدريبات مستمرة لضمان هذه الجاهزية.
البنية الرقمية منظومة متكاملة تحتاج للحماية
وأوضح أن الحريق في سنترال رمسيس ليس مجرد مشكلة في “كابلات” أو “أجهزة”، بل هو تذكير بأن البنية التحتية الرقمية تمثل منظومة متكاملة ومعقدة تحتاج إلى حماية شاملة ومتعددة المستويات، وهذه المنظومة لا تشمل فقط الأجهزة والشبكات، بل تمتد لتشمل أنظمة التأمين، وخطط التعافي من الكوارث، وإدارة المخاطر، والتدريب المستمر للكوادر البشرية.
مطالب باتخاذ خطوات استباقية
وتابع أن الموقف الحالي يتطلب مراجعة جدية للبنية التحتية الرقمية واتخاذ خطوات استباقية لضمان مرونتها وقدرتها على الصمود أمام أي طارئ، ومن الضروري تطوير شامل لخطط الطوارئ والتعافي من الكوارث، ويجب أن تشمل هذه الخطط سيناريوهات مختلفة وتحدد بوضوح الأدوار والمسؤوليات.
وأشار إلى أهمية إجراء اختبارات دورية ومحاكاة للأزمات لتقييم فعالية الخطط وتحديد نقاط الضعف وتحسينها بشكل مستمر، مع ضرورة تدريب وتأهيل الكوادر البشرية لضمان وجود فريق متخصص ومستعد للتعامل مع أي طارئ بكفاءة، وتقليل الاعتماد على نقاط تركيز واحدة قدر الإمكان.
وأردف أن حادث سنترال رمسيس هو بالفعل “جرس إنذار” يجب أن يُستمع إليه جيدًا، ويجب أن يكون حافزًا لإجراء إصلاحات هيكلية تضمن مستقبلًا رقميًا آمنًا ومستقرًا لمصر.
تعليقات